أثار إعلان المصنفة الأولى عالمياً في لعبة التنس آشلي بارتي، الاعتزال، صدمة في عالم الرياضة، خاصة وأنها لا تزال في الخامسة والعشرين من العمر.
وأعلنت اللاعبة الأسترالية قرارها عبر وسائل التواصل الاجتماع الأربعاء، قائلة إنها تغادر المجال من أجل “السعي لتحقيق أحلام أخرى”.
وقالت بارتي إنها “منهكة تماماً بدنياً، ولا أملك أي شيء جديد لإضافته”.
كما كتبت قائلة: “أنا سعيدة للغاية وجاهزة جداً، أعلم في الوقت الراهن من صميم قلبي أن هذه الخطوة صحيحة لي”.
وأضافت: “أعلم أن الجمهور لن يستوعب ذلك، أنا راضية عن هذا القرار، لأني أعلم أن آشلي بارتي الإنسانة لديها العديد من الأحلام التي ترغب في تحقيقها، وهي أمور لن تتطلب بالضرورة السفر حول العالم والابتعاد عن وطني وعائلتي، هذا ما أردت دائماً فعله”.
وفي سجل بارتي ثلاث بطولات غراند سلام، من بينها بطولة أستراليا المفتوحة للتنس هذا العام في يناير/كانون الثاني.
وبفوزها ببطولة أستراليا المفتوحة، أصبحت آشلي أول أسترالية تفوز بالمسابقة منذ 44 عاماً سواء على مستوى السيدات أو الرجال.
وأوضحت بارتي أن الفوز بلقب بطولة ويمبلدون العام الماضي “غير رؤيتها” لأنه بعد تحقيقها أعلى طموحاتها في اللعبة، لم تشعر أن الأمر أشبع تطلعاتها الشخصية.
واحتفظت اللاعبة الأسترالية بصدارة التصنيف العالمي للعبة منذ أن فازت ببطولة فرنسا المفتوحة – غراند سلام – عام 2019 لمدة بلغت 114 أسبوعا ُعلى التوالي.
ولم يحقق هذا الرقم من قبل سوى الألمانية شتيفي غراف والأمريكية سيرينا ويليامز بواقع 186 أسبوعاُ – من التربع على التوالي على عرش اللعبة – والأمريكية، ذات الأصول، التشيكية مارتينا نافراتيليوفا، التي تصدرت مدة بلغت 156 أسبوعاً.
وتابعت بارتي: “أنا ممتنة جداً لكل شيء منحتني إياه هذه الرياضة، وأنسحب منها وأنا أشعر بالفخر والاعتزاز بإنجازاتي”.
وواصلت: “أعلم كم الجهد المطلوب لتحقيق أفضل ما لديك، وقلت ذلك للفريق عدة مرات، وهذا لا يتوفر لدي بعد الآن، فبدنياً لم يعد لدي القدرة على العطاء. قدمت كل ما لدي لهذه الرياضة الجميلة، وأنا سعيدة جداً بذلك”.
وتابعت: “بالنسبة لي هذا هو نجاحي، أود أن أشكر كل من ساعدني طوال مسيرتي في ملاعب التنس، سأكون ممتنة على الدوام للذكريات التي خلقناها سوياً”.
تحليل راسل فولر
مراسل بي بي سي سبورت لرياضة التنس
مثل أي شخص آخر، تفاجأت بصورة كبيرة، لكنني لا أعتقد أننا سنرى بارتي تلعب التنس مرة أخرى، ولطالما كان هناك شعور في الرياضة أنها ستعتزل في سن صغيرة، ولم يتوقع أحد أن يحدث ذلك وهي في الخامسة والعشرين.
لقد كانت بطولة ويمبلدون بالنسبة لها الهدف الرئيسي، أما بطولة أستراليا المفتوحة فتعد تتويجاً لكل جهودها.
ويجب أن نتذكر أنها أخذت استراحة من الرياضة من قبل، للعب الكريكيت ولكن أيضاً لأنها كانت تعاني من الاكتئاب والحنين إلى الوطن.
لقد قالت إنها تريد الاستمتاع بالمرحلة التالية من حياتها كشخصية “آش بارتي” بدلاً من آش بارتي الرياضية.
إرث “منافسة من طراز رفيع”
قالت لاعبة التنس البريطانية السابقة، أنابيل كروفت إن “عالم التنس كان في صدمة كاملة” إثر إعلان بارتي اعتزالها، ولكنها أضافت أن الخطوة “لها ما يبررها”، إذا شعرت أن لا جديد لتقديمه.
بينما قال رئيس رابطة محترفات التنس، ستيف سايمون، إن بارتي كانت “واحدة من أعظم الأبطال.
وأضاف سايمون: “تميزت آشلي باستخدامها ظهر المضرب بصورة خاصة، ما جعلها اللاعبة الأفضل، لقد كانت مثالاً دائماً للاحترافية في كل مباراة”.
أما المصنفة الأولى عالمياً سابقاً الرومانية سيمونا هاليب فقالت: “ما هي الخطوة التالية لك؟ بطلة غراند سلام الغولف؟!”
ومن جهته قال البريطاني أندي ماري إنها وصلت لدرجة الاحتراق في اللعبة، ولكنه سعيد لها.
وقالت ماريون بارتولي، لاعبة التنس الفرنسية المعتزلة والتي فازت ببطولة ويمبلدون عام 2013 واعتزلت بعدها بأشهر في سن الثامنة والعشرين، إنها “تتفهم تماماً” كلمات بارتي.
وتابعت: “كأنني كنت أعاني ألماً في معدتي، لكنه لم يذهب إلا حين فزت بويمبلدون عام 2013”.
وأضافت بارتولي في حديثها مع بي بي سي: “عندما تسعى بجد لتحقيق شيء صعب جداً لفترة طويلة، وتنجح في نهاية المطاف في تحقيقه، فإنك تشعر بعدها أنك مستنزف، وأنك فارغ. وبالنسبة لآش فقد حصلت على أستراليا المفتوحة، وكانت تشعر بأن الفوز بهذه البطولة سيكون بمثابة الكرزة التي تحتاجها كعكتها”.