أيام قليلة تفصلنا عن نهاية العام، عام ثقيل شهد فيه الكثيرون خسارات شخصية ومادية، فيما استمر العالم يُعاني من آثار «كورونا»، لكن ذلك لم يمنع صناع السينما من الاستمرار في ضخ أعمال وأفلام جديدة للترفيه عن مُحبي الأفلام، إحدى أشهر المنصات التي صارت ملاذًا للعديدين من شتى دول العالم يبحثون خلالها عما يرفِّهون به عن أنفسهم: «نتفليكس».
ولمَّا كان آخر العام يتزامن مع موسم الأعياد من «كريسماس» (عيد الميلاد المجيد للطائفة الكاثوليكية)، واحتفالات بداية عام ميلادي جديد، بالإضافة إلى ما يحظى به الطلبة أو الموظفون من إجازات من جراء ذلك؛ كان من البديهي أن تحتفظ «نتفليكس» بباقة من أفضل إنتاجاتها لهذا الوقت من السنة؛ فإذا كنتم تبحثون عن ترشيحات للاستمتاع بها على «نتفليكس» سواء بمفردكم أو برفقة العائلة خلال الأيام القادمة؛ ننصحكم بمشاهدة ما تتضمنه تلك القائمة من أفلام جديدة، بعضها حصري على «نتفليكس».
«Don’t Look Up»: رهان «نتفليكس» الكبير
ليوناردو دي كابريو، جينيفر لورانس، ميريل ستريب، كيت بلانشيت، جونا هيل، وتيموثي شالاميت، كل هؤلاء يجتمعون معًا في فيلم «Don’t Look Up»، أحد أكثر الأفلام المنتظرة على «نتفليكس» هذا العام بسبب طاقمه المميز جدًّا؛ الأمر الذي يرفع من سقف التوقعات حوله، وسيصبح شيئًا مُخيبًا للآمال بشدة أن يأتى دون المستوى.
الفيلم يجمع بين الخيال العلمي والدرامي وبعض الكوميديا؛ إذ يدور حول عالِمَي فلك يكتشفان أن ثمة مُذنَّبًا عملاقًا يندفع نحو الأرض ويهدف إلى تدميرها، وهنا يجدان نفسيهما مضطرين لتسريب تلك المعلومات شديدة السرية، بل عليهما إقناع المسؤولين والعامة بأن ما يقولونه صحيح ويستحق أن يولونه جل الاهتمام، وهي المَهمة غير اليسيرة على الإطلاق.
«The Power of the Dog»: هل يجد طريقه إلى «الأوسكار»؟
«The Power of the Dog» فيلم مناسب لذائقة محبي أفلام الغرب الأمريكي، عُرض العمل للمرة الأولى في مهرجان البندقية السينمائي الدولي سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث فاز بجائزة «الأسد الفضي» لأفضل إخراج، قبل أن يُعرض بشكل محدود في دور العرض نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم أصبح متاحًا للعرض على «نتفليكس» هذا الشهر.
الفيلم مُقتبس عن رواية بالاسم نفسه صدرت في 1967، وحاز العمل استحسان النقاد، ويتوقع له الكثيرون المنافسة على «الأوسكار» خاصةً جائزة أفضل صورة؛ لما تمتع به من تصوير سينمائي خلاب.
«The Power of the Dog» بطولة بيندكت كامبرباتش، وكيرستين دانست، ويتمحور حول شقيقين من أصحاب المزارع الأثرياء في مونتانا عام 1925، يلتقي الاثنان بأرملة وابنها مصادفةً، وفي حين يتعامل «فيل» – أحد الشقيقين – معها بنرجسية واستهزاء مما يدفعها للبكاء، يُعاملها الآخر – «جورج» – بلطف ومن ثمَّ يتزوجها، وهنا تشتد الأزمة بين الشقيقين من جهة وبين فيل وزوجة أخيه من جهة أخرى؛ نظرًا إلى اعتقاده أنها قبلت تلك الزيجة طمعًا بالثروة، لتتوالى الأحداث.
«The Unforgivable»: الفرصة الثانية بين الوهم والحقيقة
بعد النجاح الكبير الذي حققته ساندرا بولوك مع «نتفليكس» عبر فيلم «Bird Box» الذي صدر في 2018 ووصل عدد مشاهداته خلال الأسابيع الأربعة الأولى فقط من عرضه 89 مليون مرة، يعود الاثنان للتعاون معًا من جديد بفيلم «The Unforgivable»، ويشارك في بطولته كلٌّ من فيولا ديفيس وفينسنت دونوفريو.
العمل يجمع بين الدراما والجريمة، ويحكي عن امرأة قضت عقوبتها في السجن إثر ارتكابها جريمة عنيفة، وبعد خروجها من جديد إلى العالم والحصول على حريتها المُستحقَّة؛ تحاول العودة للانخراط في المجتمع، غير أن من حولها يرفضون مسامحتها أو التجاوز عن ماضيها، وعلى ذلك يظل لديها أمل للخلاص فهل، يتحقق؟
«The Lost Daughter»: الأمومة منحة أم محنة؟
هل أنتم من هواة الأدب أو على دراية بروايات الكاتبة الإيطالية «إيلينا فيرانتي»؟ سواء كنتم من هذا الفريق أو ذاك تنتظركم مفاجأة مثيرة هذا الشهر؛ إذ يُعرَض فيلم «The Lost Daughter» المقتبس عن رواية «الابنة الغامضة» لفيرانتي، والتي تُلقي الضوء على جزء من مشاعر الأمومة القاتمة غير المُعلن عنها، والتي ترصد علاقة البطلة ببناتها من جهة وبنفسها وطفولتها من جهة أخرى.
الفيلم دراما نفسية بطولة أوليفيا كولمان، وداكوتا جونسون، ومن تأليف وإخراج ماغي جلينيهال، ويحكي عن أم عزباء تنتقل ابنتاها – بعد أن كبرتا – للإقامة في بلدة أخرى برفقة والدهما، وهنا تفكر البطلة بأنها أخيرًا ستتمكن من الاسترخاء والتحرر والتعامل بمنتهى الخفة والتلقائية. وبسبب حادث بسيط وغير متوقع؛ تجد نفسها تعاود استكشاف علاقتها بالأمومة ومشاعرها تجاه نفسها وابنتيها وقيم المجتمع الإيطالي ككل.
«Mixtape»: السر في الموسيقى
أما هواة الأفلام العائلية الكوميدية فيمكنهم مشاهدة فيلم «Mixtape» المناسب لكافة الأعمار، وإن كان يُنصح بالمشاهدة تحت إشراف عائلي لمن هم دون الثانية عشرة.
فأحداثه تحكي عن فتاة مراهقة فقدت والديها إثر حادث أليم حين كانت بالثانية من عمرها، ومع أنها تعيش برفقة جدتها لأمها، لكنها لا تعرف شيئًا عن والدتها! لذا حين تعثر بالصدفة على «شريط كاسيت» قديم وعليه أغنيات منوعة كانت قد سجلتها أمها بنفسها قبل وفاتها، تقرر تتبع الأغنيات والبحث عن دلالات ترتيبها بتلك الكيفية؛ اقتناعًا منها بأن ذلك يحوي رسالة ضمنية ما من صانع الأغاني، وهو ما يأخذها في رحلة موسيقية وإنسانية شيقة وفريدة.
أفلام الكارتون والمغامرات المثيرة: هل حقًّا الكنز في الرحلة؟
بالطبع لا يمكن أن تخلو القائمة من الرسوم المتحركة، وبهذه الفئة نرشح لكم فيلمين للصغار والكبار على حدٍّ سواء، الأول «Seal Team» والذي يدور في إطار من المغامرة الشيقة، فالبطل هنا «فقمة» يفقد صديقه المقرب إثر هجوم من سمكة قرش؛ مما يدفعه للرغبة بالانتقام، فيقرر حشد فريق من الفقمات للقتال ضد عصابة من أسماك القرش القاتلة.
ولمَّا كان الفريق غير مؤهل لذلك وغير مُدرب على القتال، يصبح عليهم التسلُّح بالحيلة والذكاء إذا ما أرادوا الانتصار، تُرى هل سيتمكنون من تحقيق مرادهم ونشر السلام بالنهاية؟ أم أن القوة ستغلب النوايا الطيبة؟
الفيلم الثاني هو «Back to the Outback» ومغامرة أخرى لمجموعة من الزواحف الأسترالية الذين يعانون يوميًّا من تحديق البشر بهم وتعاملهم معهم بوصفهم وحوشًا شريرة، فالأبطال هنا ثعبان وعنكبوت وعقرب وسحلية، يعيشون في حديقة للحيوانات، يجمعهم شعورهم بالغضب نحو واقعهم السيئ والتوقعات السلبية المسبقة تجاههم، رغم ما يتمتعون به من قلوب مرهفة وحساسية مفرطة.
وأمام كل ذلك؛ لا يجدون أمامهم حلًّا سوى الهرب من أجل العيش بحرية في إحدى المناطق النائية، لكن، خطتهم تتعرَّض للخطر حين يضطرون لاصطحاب كوالا بغيض معهم، الأمر الذي يقلب رحلتهم رأسًا على عقب، وبالوقت نفسه يجعلها أكثر إثارة.
«David and the Elves»: شرط المحبة الجسارة
وأخيرًا مع «David and the Elves»، وهو فيلم عائلي فانتازي لعشاق «الكريسماس» يحكي عن قزم يعتقد أن القوى السحرية تُكتسب عبر محبة البشر، هكذا يرحل هاربًا من أرض «سانتا كلوز» إلى العالم الحقيقي، وهناك يفاجأ بأن لا أحد يحبه أو يحتاج إلى مواهبه السحرية؛ فتبدأ قوته بالتلاشي، ومع أنه يلتقي ديفيد، الطفل ذا الحادية عشرة الذي يؤمن بسحر عيد الميلاد ويُكِنُّ مشاعرًا صادقة وطيبة تجاهه، لكن قوته تظل تنقص! وهنا يصبح عليهم البحث عن إجابة لهذا اللغز المحير.