بقلم: Hafsa Alami Rahmouni
سيف الإسلام القذافي، نجل الراحل معمر القذافي، وهو يسجل خوض الانتخابات الرئاسية في مدينة سبها، ليبيا، في 14 نوفمبر 2021
–
حقوق النشر
STRINGER/AFP
لم يمر قبول ترشح سيف الإسلام القذافي للاستحقاق الرئاسي في ليبيا مرور الكرام ما يكرّس التجاذبات وحالة الاستقطاب في هذا البلد الذي أثخنته سنوات من النزاع المسلح والفوضى فحوّلته إلى دولة فاشلة. فكيف استقبل الليبيون قرار القضاء؟
كانت محكمة سبها، جنوب ليبيا، قد قضت الخميس، بعودة نجل الزعيم الراحل معمر القذافي، إلى سباق الانتخابات الرئاسية الليبية، بعد أيام من استبعاد مفوضية الانتخابات لملف ترشحه.
وقالت المفوضية آنذاك إن سيف الإسلام القذافي استبعد من السباق الانتخابي بسبب مخالفته بنديْن من قانون انتخاب رئيس الدولة، مشيرة إلى “عدم انطباق المادة 10 البند 7، والمادة 17 البند 5”.
وينص قانون الانتخابات الليبي على ألا يكون المرشح “محكوما عليه حكما نهائيا في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة” وأن يقدم “شهادة الخلو من السوابق”.
كما أن استبعاد سيف الإسلام عن الترشح في الانتخابات جاء على واقع طلبه للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب إبان حكم أبيه، فضلا عن 25 مرشحين آخرين تم استبعادهم لأسباب متعددة.
ومن جهته، وجّه سيف الإسلام كلمة شكر وتقدير لقضاة ليبيا الذين قال إنهم غامروا بأنفسهم في سبيل كلمة الحق عبر حسابه الرسمي على تويتر.
مطلب شعبي ليبي
أشار محامي سيف الإسلام القذافي إلى أن قرار محكمة سبها بإعادة موكّله للسباق الانتخابي يعد انتصارا صارخا لإرادة الشعب الليبي. وقد شهدت مدينة سبها أجواء احتفالية نظمها أنصار نجل القذافي، بعد إعلان قبول الطعن المقدم ضده.
ويذكر أنه طغى تخوّف كبير من اشتعال شرارة مواجهة عنيفة بين أنصار سيف الإسلام وقوات الجيش الليبي، التي اتهمت بالوقوف وراء منع تقديم الاستئناف في محكمة سبها.
فقد ضبط المئات من أنصار نجل القذافي ساعتهم على توقيت سبها وتظاهروا أمام مبنى المحكمة لأيام للوقوف ضد ما وُصفت بمحاولات لمنع اكتمال نصاب القضاة في محاولة لمنع سيف الإسلام من العودة.
ونشرت إحدى الناشطات على مواقع التواصل صورة علقت عليها: “وقفة نسائية أمام محكمة سبها لليوم الثالث دعما للنظر في الطعن المقدم من سيف الاسلام القذافي”.
ولم يفوّت عدد من النشطاء فرصة التعبير عن مساندتهم لنجل القذافي من خلال منشورات على منصات التواصل الاجتماعي، وإطلاق حملة إلكترونية واسعة تداولوا فيها وسم #سيف_الإسلام_القذافي_مطلب_شعبي_ليبي و #سبها_الشرارة_الاولي_لعودة_الوطن.
أعربت حنان علي عن تأييدها لسيف الإسلام في تغريدة جاء فيها: “لكل زمان حكاية وأنت حكاية هذا الزمان #سيف_الاسلام_القذافي أنت حكاية سيرويها التاريخ ذات يوم ليقول كل من يستمع لهذه الحكاية، ليتني عاصرت حفيد المجاهدين وإبن الزعيم لرأيت هيبة والسيادة والوطن متجسدة في هذا الرجل”.
وقال عبد العزيز في تغريدة: “صحيح إنه ابن معمر القذافي الذي قتله الشعب انتصارا لثورتهم لكن سيف الاسلام رجل مصقول سياسياً لابد أنه تعلم الكثير من الثورة الليبية.. أعتقد هذه المرحلة الصعبة ليس لها الا سيف الإسلام لإنها تحتاج رجل شجاع لايخاف.. نتمنى لليبيا وشعبها حياة كريمة ووطنا آمنا”.
وبدروها شجعت إسراء رمضان على ضرورة الإدلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية الليبية، وأضافت: “رسالة ابن الزعيم.. استمروا في استلام البطاقات الانتخابية.. صوتك يقرر مصير شعب كامل فأحسنوا الاختيار”.
قرار غير مقبول
في الوقت الذي يحتفل فيه أنصار سيف الإسلام القذافي بعودته إلى خوض السباق الرئاسي في ليبيا، اعتبر كثيرون أن هذا القرار غير مقبول، في وقت تشهد فيه البلاد اضطرابات على نطاق أوسع وجدلا محتدما حول الانتخابات.
كتبت أحد رواد التواصل: “إذا فاز سيف الإسلام القذافي برئاسة ليبيا سيكون الربيع العربي قد فشل كليا في كل الدول.الوضع عاد في كل الدول كأنما شيئا لم يكن، لا الثورات ولا المظاهرات ولا الاعتصامات ولا الانتفاضات غيرت شيئا. كلها عجزت وستعجز أكثر. لكننا بها أدركنا أننا مازلنا مستعمرين وأن الإستقلال كان نكتة مضحكة”.
فيما انتقد عبد الرحمن قرار الطعن قائلا: “استئناف المفوضية العليا للانتخابات في حكم الطعن الابتدائي لصالح المرشح الرئاسي (سيف الاسلام القذافي) حق أصيل لها، ولكن طالما لم يطبق صحيح القانون على كل المرشحين بشكل متساو فإن الاستئناف في الطعن ضرره أكبر من نفعه بمراحل مع كامل تقديري واحترامي للسلك القضائي بالطبع”.
وقال مستخدم آخر: “سيف الإسلام كان جزءا من نظام والده الذي قامت عليه الثورة في ليبيا وأذكر أنه في واحد من تصريحاته وضع أربعة خطوط حمر لا يمكن تجاوزها، فبعد سيادة الدولة والقانون والشعب قال سيف بأن الخط الرابع هو معمر القذافي! هذا تاريخه ويترشح اليوم للرئاسة، فلماذا قامت الثورة إِذًا؟”.
من المقرر أن تنشر المفوضية العليا للانتخابات الليبية القائمة النهائية بأسماء المرشحين للرئاسة خلال الأيام المقبلة، فضلا عن إطلاق الدعاية الانتخابية لكافة المرشحين.
وقد أعلن كل من المشير خليفة حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ترشحهما للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري.
يذكر أن سيف الإسلام اعتقل في مدينة الزنتان عقب الإطاحة بنظام والده في عام 2011 قبل أن يُفرج عنه عام 2017 بناء على قانون العفو العام الذي صدر من مجلس النواب آنذاك.
وسيف الإسلام القذافي مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، كما أن محكمة في طرابلس حكمت عليه بالإعدام غيابيا عام 2015، بتهمة ارتكاب جرائم حرب أثناء احتجاجات 2011.