أعلن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن وقف عملياته القتالية ابتداء من صباح الأربعاء بهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات اليمنية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية، العميد الركن تركي المالكي، بأنه “استجابة للدعوة المقدمة من معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور نايف الحجرف، بطلب إيقاف العمليات العسكرية تزامنا مع انطلاق المشاورات اليمنية، وبهدف تهيئة الظروف المناسبة لإنجاح المشاورات وخلق بيئة إيجابية خلال شهر رمضان المبارك لصناعة السلام وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، فإن قيادة القوات المشتركة للتحالف تعلن وقف العمليات العسكرية بالداخل اليمني اعتباراً من الساعة (0600 بالتوقيت المحلي) صباح يوم الأربعاء”، وفقا لوكالة الأنباء السعودية.
من جهته، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله الحوثية، محمد البخيتي، في أول رد فعل من قبل الجماعة لإعلان وقف إطلاق النار من قبل التحالف، أن “استمرار فرض الحصار على اليمن يُعد عملا عسكريا، إذ أنه مفروض بقوة السلاح. وإذا لم يُرفع الحصار عن البلاد، فإعلان التحالف وقف عملياته العسكرية لن يكون له معنى”.
وقال البخيتي في تغريدة على حسابه على موقع تويتر “ومعنى ذلك أن تستمر عملياتنا العسكرية التي تستهدف كسر الحصار”، وهو ما يرجح أن الجماعة ليست لديها قناعة بجدوى الهدنة التي اقترحتها الأمم المتحدة.
وجاء إعلان التحالف أيضا بناء على دعوة من الأمم المتحدة، التي تعمل منذ وقت طويل مع التحالف والحوثيين على التوصل إلى اتفاق سلام وإنهاء الأزمة الإنسانية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد، لطرفي الصراع في اليمن بوقف إطلاق النار والدخول في هدنة خلال شهر رمضان.
وتضمن مقترح الأمم المتحدة وقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان، والسماح بوصول سفن الوقود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والسماح أيضا بقيام عدد محدود من الرحلات الجوية من مطار صنعاء في العاصمة اليمنية، وفقا لمصادر مطلعة.
ورغم إعلان المتحدث الرسمي باسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن تعليق العمليات العسكرية، أكد المالكي على “ثبات موقف قيادة القوات المشتركة للتحالف الداعم للحكومة اليمنية الشرعية بموقفها السياسي وتدابيرها وإجراءاتها العسكرية، كما أكد وقوف قيادة القوات المشتركة للتحالف، الدائم مع أبناء الشعب اليمني الشقيق لتحقيق تطلعاته وبناء دولته وبما يحقق الأمن والرخاء”.
وتعد الهدنة التي أعلن عنها التحالف خطوة هامة على صعيد الجهود الرامية إلى إرساء السلام في اليمن من خلال المحادثات التي بدأت منذ ثلاث سنوات، إذ يحاول المجتمع الدولي جاهدا إنهاء هذا الصراع الذي يستمر للعام السابع على التوالي، منذ 2015، والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا علاوة على تشريد ملايين اليمنيين.
وحتى 27 مارس/ آذار الجاري، تنتظر أربعة سفن للوقود في ميناء الحديدة اليمني، من بينها ناقلة كبيرة عالقة في منطقة خاضعة للتحالف في اليمن منذ حوالي ثلاثة أشهر، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وكان مطار صنعاء الدولي قد أُغلق عام 2015 عندما تدخل التحالف الذي تقوده السعودية عسكريا في اليمن، عقب إطاحة الحوثيين بالحكومة المعترف بها دوليا بقيادة عبد ربه منصور هادي في 2014.
مشاورات يمنية وتغيب الحوثيون
تزامن إعلان التحالف مع انطلاق المشاورات اليمنية، اليوم الأربعاء، برعاية مجلس التعاون الخليجي، في مقر الأمانة العامة بالعاصمة السعودية الرياض، في غياب الحوثيين الذين شرطوا مشاركتهم بعقد المشاورات في دولة محايدة.
وقال الأمين العام للمجلس، نايف الحجرف، في كلمته في افتتاح المشاورات، إن “اتفاق الرياض يشكل خارطة طريق في اليمن واستكمال بنوده مطلب يمني”. واعتبر أن “الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن”.
وشدد “الحجرف” على أن “نجاح المشاورات اليمنية ليس خيارا بل واقع يجب تحقيقه”، مضيفا “نأمل أن تمثل المشاورات فرصة لتحقيق السلام في اليمن”.
ويشارك المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن “هانس غروندبرغ” والمبعوث الأمريكي إلى اليمن “تيم ليندركينغ” والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في المشاورات التي تجري برعاية مجلس التعاون الخليجي وتستمر لأكثر من أسبوع.
وستبحث هذه المشاورات ستة محاور عسكرية وسياسية وإنسانية، بحسب برنامج المشاورات.
وتستضيف السعودية منذ الثلاثاء الماضي فصائل يمنية في الرياض لإجراء محادثات تستهدف التمهيد لمفاوضات سلام بحضور ممثلين عن الحكومة اليمنية والمبعوث الأممي لليمن، لكن الحوثيين أكدو أنهم لن يحضروا أي محادثات إلا عندما تنعقد على أرض محايدة.
وقالت جماعة الحوثي إن أعضاءها لن يحضروا محادثات تنعقد على “أراضي العدو”
يُذكر أن الحوثيين كانوا قد أعلنوا وقفا لإطلاق النار من طرف واحد يتضمن وقف الهجمات على طول الحدود مع السعودية لثلاثة أيام وتعليق العمليات العسكرية البرية التي تستهدف التحالف الذي تقوده السعودية.
ويريد المتمردون الحوثيون أن يرفع التحالف القيود التي وضعها على الموانئ اليمنية ومطار صنعاء الدولي قبل الدخول في المحادثات، لكن التكتل العسكري يرى أن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل قبل تخفيف أو إزالة تلك القيود.
وقال الحوثيون إنهم توصلوا إلى اتفاق لتبادل أسرى الحرب يتضمن 1400 من مقاتلي الجماعة مقابل 823 من القوات الموالية للحكومة اليمنية، من بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين.
يُذكر أن شقيق رئيس وزراء اليمن عبد ربه منصور هادي من بين الأسرى الذين من المتوقع أن يتم تبادلهم، وفقا لتغريدة كتبها رئيس لجنة شؤون السجناء في جماعة الحوثي عبد القادر المرتضى.
في المقابل، قال رئيس لجنة شؤون السجناء في الحكومة اليمنية هادي هيج إن عملية تبادل الأسرى “لا تزال قيد الدراسة”.