أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ إنشاء آلية لمواجهة أي خروق للهدنة بين أطراف الصراع اليمني، ووصف التهدئة الحالية بأنها “لحظة ثمينة محفوفة بالمخاطر”.
وقال غروندبرغ اليوم الأربعاء -في مؤتمر صحفي عقده عبر الفيديو بعد 5 أيام من إعلان الهدنة التي يفترض أن تستمر شهرين- إن مسؤولية الحفاظ على الهدنة تقع بشكل مباشر على عاتق الطرفين نفسيهما”.
وأضاف أنه “يجري إنشاء آلية تنسيق للمساعدة في مواجهة أي خروق”، مؤكدا أن “الهدنة فرصة مهمة، ونادرا ما يصمد وقف إطلاق النار إذا لم يتم دعمه بإحراز تقدم على المسار السياسي”.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن الهدنة -التي دخلت حيز التنفيذ السبت الماضي أول أيام شهر رمضان- “هي الأولى باليمن على مدى السنوات الست الماضية. إنها لحظة ثمينة محفوفة بالمخاطر”.
وأكد غروندبرغ أن هناك انخفاضا كبيرا في العنف منذ بدء الهدنة، لكن هناك تقارير عن “أنشطة عدائية”، لا سيما حول محافظة مأرب، حسب قوله.
وقال المبعوث الأممي إن المشاورات ستستمر حتى نهاية مايو/أيار المقبل لاستكمال الحوار والوصول إلى تسوية سياسية تنهي النزاع.
وكان غروندبرغ أعلن موافقة أطراف النزاع على وقف العمليات الهجومية الجوية والبرية والبحرية داخل وعبر حدود اليمن لمدة شهرين قابلة للتمديد، ووصفت هذه الهدنة بأنها الأهم لأنها سمحت بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء المغلق منذ 2016 ودخول 18 سفينة تحمل المحروقات إلى ميناء الحديدة، وهي أكبر شحنات إلى مناطق الحوثيين منذ بدء الحرب.
ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، وجماعة الحوثيين المدعومة من إيران، التي تسيطر على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
وحتى نهاية عام 2021، أودت الحرب بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر قدرها 126 مليار دولار، وفق بيانات الأمم المتحدة، وبات معظم سكان البلاد -وعددهم نحو 30 مليون نسمة- يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم.
وفي 16 مارس/آذار الماضي، أعلنت الأمم المتحدة تلقي تعهدات مالية من 36 جهة مانحة بقيمة 1.3 مليار دولار لصالح خطتها الإنسانية في اليمن لعام 2022، لكنها كانت تسعى للحصول على 4.27 مليارات دولار، للوصول إلى 17.3 مليون شخص باليمن.