يرجع الموسيقي اللبناني بلال الزين، تدني الحالة الموسيقية العربية حالياً، إلى تراجع الإنتاج الفني وزيادة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في ترويج الأعمال الجديدة، التي أصبح لها متطلبات متجددة بفعل تغير ذوق الناس موسيقياً.
ويجد الزين الحل في عودة الذوق الفني، بأن يتحسن حال المجتمع، ويشرح: “الإسفاف ليس في الموسيقى، بل في المجتمع، والموسيقى مرآة تعكس المجتمع، عندما يكون المجتمع راق ستنعكس موسيقى راقية والعكس صحيح، وبشكل عام عندما يكون المجتمع أخلاقه سيئة يعرف بأكثريته وسيخرج هذا الذوق الفني هكذا”.
ويضرب الزين مثلاً عن الحالة الفنية الصحية، قائلاً: “عندما تعود للزمن الماضي وترى حفلاً لأم كلثوم مثلاً، تجد فنانة عظيمة وفرقة موسيقية ذات قيمة، وعندما تسلط النظر إلى الجمهور تجده جمهور عظيم يستمع، كانوا يشبهون بعضهم وهذا الأصل في الأشياء. اليوم نحن في الحضيض للأسف، ومن موسيقانا تعرف مستوانا وكيف أصبح. علينا أولاً أن نصلح المجتمع ليصبح أرقى ويذهب منه الإسفاف ويصبح مهتم بأمور أكثر قيمة”.
على صعيد متصل، يسترجع الزين ذكريات عمله مع وردة قائلاً: “مع وردة شاركت بلحن وتوزيع أغنية (أيام)، وبها “فشيت خلقي” فنياً، وكانت مبدعة رحمها الله في هذا الأمر وكانت تغني بحب كبير جداً، وللأسف لم تصدر الأغنية إلا بعد وفاتها وهي ست عظيمة، وكل عام أضع صورتها في ذكرى وفاتها وأعلق بأن غنائها من ألحاني أجمل ما حدث معي فنياً”.
ويشير الزين إلى أن وردة كانت قد اختارت مجموعة من ألحانه لغنائها لاحقاً، لكن لم يمهلها القدر لإتمام تعاونه معها، مضيفاً: “أول أغنية من المفترض أن تسجلها كانت بعنوان: (تجربة مؤلمة) وغنتها لاحقاً شيرين عبد الوهاب”.
وعن ترشيح نقاد وإعلاميين له ليقوم بتلحين أغان وقصائد للمطرب كاظم الساهر الذي بدأ في السنوات الأخيرة الغناء لملحنين آخرين، يقول الزين إنه عندما يلحن نصاً غنائياً، لا يفصله على أساس من سيغنيه، وهو أمر غير وارد في ألحانه، موضحاً: “أنا ألحن الكلمة وأضع إحساسي في النص الغنائي وكيف يتم تأديته، ثم يأتي المغني ويضع صوته وإحساسه وخبرته على اللحن ليقدمه للجمهور بالصورة التي يراها. أما بالنسبة لكاظم الساهر فهو فنان قدير وملحن كبير، ويسعدني أن ألحن له، لكن يجب أن تجمعنا جلسات عمل ونقاش فني حتى أستطيع تقديم لحن موسيقي يليق بصوته، ويكون مختلفاً عما قدمه في مشواره، لأن المغني الملحن إن أراد الغناء لزميل له، سيبحث عن الجمل الجديدة وغير المألوفة التي قدمها في مشواره”.
وعن جديده الفني، يشير الزين إلى أن آخر أعماله قدمها الفنان ماجد المهندس بعنوان “نبعد وبنقسى” من ألحانه وتوزيعه الموسيقي من كلمات منير بوعساف، كما سيجمعه تعاون قريب مع ملحم زين وناصيف زيتون.