يطول الحديث عن الممثلة المصرية منى زكي؛ فهي نجمة في مجالها، بكل ما للكلمة من معنى. انطلقت الجامعية التي درست الإعلام من مسرح جامعة القاهرة، وأولى مسرحياتها كانت مع الفنان محمد صبحي، لتتوالى الأدوار المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. وانطلاقاً من دورها المسرحي الأول، نقول إنها «بالعربي الفصيح»، بدأت نجمة، وتربعت على عرش النجومية طوال 30 عاماً، وهذا لا يعني أنها كبيرة في السن، فمسيرتها في التمثيل بدأت في الثالثة عشرة من العمر.. نجحت الشابة الصغيرة منى زكي نجاحاً مدوياً؛ بفضل شخصيتها الإبداعية القائمة على الأداء المتمكن من غير مبالغة، والتلقائية وعدم التكلف، وهذا شأن الكبار. ومن ناحية الجمال والجاذبية، يكفي القول بأن سبعة أطباء من أصل اثني عشر طبيباً متخصصاً في التجميل أجمعوا على أنها «أجمل ممثلة مصرية»، وهذا أيضاً ما لفت إليها أنظار دور التجميل والأزياء والمجوهرات الكبرى؛ وآخرها دار Bulgari الإيطالية العريقة التي أطلقت مجموعة «جنة عدن، حديقة العجائب» وتتألف من أكثر من 140 تحفة فنية تكرّم فيها الدار الأحجار الكريمة، وتزينت ببعض منها النجمة المحبوبة منى زكي التي تتصدّر غلاف مجلتنا، وخصّتها بهذا الحوار الممتع:
• بداية مشوارك كانت مع الراحل أحمد زكي، وفي رصيدك أكثر من 30 فيلماً سينمائياً.. كيف تصفين مسيرتك؟
– يمكنني القول بأنها مسيرة لازلت أتعلم فيها كل يوم، كنت محظوظة بأنني تعاونت مع أساتذة كبار، ومنهم أساطير تعلمت الكثير منهم. أشعر بأنني أتعلم كل يوم، ومع كل شخص، حتى لو عملت مع أشخاص أقل خبرة منك، أنت أيضاً تتعلم شيئاً مختلفاً.
مراحل.. وتطور
• خلال مراحل حياتك.. ما التطور الذي حصل لك؟
– أعتقد أنه تطور إنساني طبيعي، فأنا بدأت التمثيل في سن الثالثة عشرة، أي في بداية سن المراهقة، عندما تكون لديك عصبية واندفاع، وأحياناً جنون، وأمور كثيرة متداخلة، وأنت لا تعرفين ما الذي تريدين ترتيبه وتنميته من صفات، والصفات التي تودين تحسينها أو التقليل منها. كنت متسرعة وعصبية، ومع الوقت تعلمت أن أكون أكثر هدوءاً وتركيزاً، وتعلمت الطرق المتبعة للتركيز. بالطبع تفرض الحياة عليك أعباء أكثر كلما تتقدمين بالعمر، لكن هذا يفيدك ويعلمك، ويغني شخصيتك لتكون أكثر عمقاً.
• ما الذي استطعت تغييره وتحبينه في نفسك، وتعتبرينه إنجازاً؟
– التسامح، كنت شخصاً من الصعب أن يسامح أو ينسى الإساءة، واشتغلت كثيراً على نفسي؛ لأتعلم أن أسامح، لكن لا أنسى.
• ما الذي دفعك إلى أن تكوني متسامحة؟
– عندما تضعين نفسك في الموقف ذاته، الذي يتعرض له الشخص الآخر، تستطيعين أن تجدي له المبررات وأسباب أفعاله، وهذا لا يعني أن تنسي الموقف؛ لأن من الممكن تكراره، لكن تستطيعين على الأقل أن تسامحي بعد إيجاد المبرر، حتى لو كان مبرره هو.
• هل وقعت في الموقف نفسه، وأسيء فهمك، وأردت أن يسامحك الآخر؟
– بالتأكيد.. فمن الممكن أن نُفهم كلنا بطريقة خاطئة، لكنني لا أهتم بتصحيح فكرة أحد عني؛ إلا إذا كان شخصاً محبباً، أو قريباً مني.
• هل يمكن القول بأنك صنعت نفسك بنفسك، أم كان لزواجك دور في صناعة شخصيتك؟
– لزوجي أحمد دور في تعديل أمور كثيرة في شخصيتي، كعصبيتي التي قلّت كثيراً، والذي كنت أقوله منذ قليل أن تضعي نفسك مكان الشخص الآخر، وأن تلتمسي له الأعذار هي جملة لزوجي، إذ كان يقول لي بعد أي خلاف أو مشكلة مع أحد: ضعي نفسك مكانهم، حاولي أن تفكري لماذا فعل ذلك؛ وستشعرين بأنك أكثر هدوءاً، وتستطيعين مسامحته… وهذا في الواقع صحيح.
قرط Bulgari من الذهب الوردي مرصع بروبيليت بقطع كابوشون وحجر زبرجد (Peridot) بقطع كابوشون وألماسات بافيه
عقد Bulgari من الذهب الوردي مع عناصر الكريسوبراسي، 7 أحجار ملونة إجاصية القطع، 2 سيترين، 2 روبيليت، 1 تورمالين أخضر، 1 جمشت، 1 توباز، 40 ألماسة مستديرة بقطع بريانت وألماس بافيه
فستان من Alberta Ferretti
ذكريات الطفولة
• إذا أغمضت عينيك وتخيلت منى الطفلة، فما الموقف الذي ترينها فيه؟
– أرى نفسي مع والدي ألعب كل الوقت!
• وإذا ذهبت منى الكبيرة إلى منى الصغيرة؛ فما الرسالة التي تنقلها إليها؟
– أقول لها: لكي تستطيعي تنمية من هم حولك؛ اعتني بنفسك أولاً؛ ليساعد الإنسان الآخرين، ويكون فعالاً في حياتهم؛ يجب عليه الاهتمام بنفسه جيداً.
• تغيبت عن المسلسلات الرمضانية هذه السنة.. هل لأنك لم تقتنعي بالأدوار المعروضة، أم لسبب آخر؟
– في الحقيقة، تغيبت هذه السنة بسبب قرار شركة الإنتاج؛ لأنه كان من المفترض أن نشارك بمسلسل من تأليف مريم نعومي، وإخراج كريم الشناوي، وكان الأبطال موجودين بالطبع: أحمد رزق، وإياد نصار، وعلي قاسم، وكل فريق العمل، لكن كنا نتمنى أن يتاح لنا الوقت لإخراج العمل بشكل يليق بالناس، وتنفيذه بتأنٍّ أكثر، لكن الوقت داهمنا، وكان قصيراً للبدء بتصويره. الجميع لن يكونوا مرتاحين في أداء عمل باللحظة الأخيرة، وبسرعة شديدة، ولم يكن قراري بل كان قرار شركة الإنتاج، وأعتقد أنها اتخذت القرار السليم، الذي يصب في مصلحة الجميع.
• ما الذي لفت انتباهك من المسلسلات الرمضانية التي عرضت؟
– أكثر المسلسلات التي أعجبتني كان «بطلوع الروح» لمنة شلبي، والسعدني، ومدام إلهام، وإخراج كاملة أبوذكري؛ لأنه طرح قضية مهمة جداً، رغم أنه كان من 15 حلقة، وقدم في النصف الثاني من شهر رمضان، فقد كنت منبهرة بالفكرة، وبأداء زملائي، فهو مسلسل رائع، وصادق جداً، وأحببته.
ومنذ بداية الشهر، كنت أتابع مسلسل يسرا، وكان ممتعاً جداً، وتابعت أيضاً «الاختيار»، و«فاتن أمل حربي» لنيللي كريم؛ نظراً لأهمية القضية التي كان يناقشها.. في الواقع هذا ما تسنت لي مشاهدته في رمضان.
• عرض فيلمك «العنكبوت» خلال أيام العيد، وتقاسمت بطولته مع أحمد السقا.. حدثينا عن ردود الفعل تجاه الفيلم، ودورك فيه!
– أنهينا هذا الفيلم منذ ثلاث سنوات، لكن لظروف معينة تأخر عرضه، فكلنا كنا نتمنى أن يعرض، وأتتنا لحظات نسينا أننا شاركنا في صناعة الفيلم، وقد جاءت ردود الأفعال جيدة تجاه هذا الفيلم. الأستاذ أحمد نادر جلال صنع، إخراجياً وتقنياً، فيلماً مبهراً وجميلاً، وزملائي أبلوا بلاءً حسناً.
• هل ترين أننا دخلنا زمن البطولات الجماعية؟
– منذ بدأت التمثيل، كانت هناك بطولات جماعية، وبعدها يتفرق الأبطال، ويقومون ببطولات فردية، ثم يجتمعون مجدداً، لا أشعر بأنها تغيب مدة طويلة، لكنها تعود بتواتر «on & off»، وهذا أمر طبيعي. وشخصياً، أفضل البطولات الجماعية؛ فهذا يشجع الممثلين، ويحفزهم على بذل طاقتهم الإبداعية، وتقديم أفضل ما لديهم؛ فيصبح العمل أفضل، والجو صحياً.
• قدمت شخصيتي الراحلتين: سعاد حسني وجيهان السادات.. هل من شخصية معينة تتمنين لعب دورها؟
– هناك الكثير.. فأمنياتي لا تنتهي بالنسبة للأدوار والشخصيات، وأمور أتمنى فعلها. هناك شخصيات تاريخية مصرية مرت بحضارة مصر، والتاريخ الإسلامي، وهناك شخصيات كثيرة جداً معروفة في الحياة، وكم هائل من الناس والشخصيات المختلفة التي يمكن تقديمها.
• مستقبلاً.. إذا أردت أن تلعب إحدى الممثلات شخصيتك، فمن تفضلين قيامها بذلك؟
– سيكون اختياري قائماً على موهبة الممثلة.. أختار أسماء جلال؛ لأنها ممثلة شابة موهوبة جداً، وتستطيع أداء أدوار مختلفة، وهناك شابات كثيرات مثل جميلة عوض، رغم أنها شقراء.
«مشوار العوالم»
• ما العنوان الذي تختارينه لرحلتك في عالم الفن؟
– من الصعب أن أطلق عنواناً، لكن يمكنني قول «مشوار العوالم» جمع كلمة العالم؛ لأنه عندما تبدئين في سن مبكرة جداً، أنا الآن أربعينية، تدخلين كممثلة إلى عوالم شخصيات كثيرة.
• هل تترك الشخصيات التي تلعبينها بصماتها بداخلك؟
– بالطبع تترك علامة بداخلي وتؤثر فيَّ، وأتعلم منها شيئاً، هذه عوالم ناس. عندما لعبت دوري في مسلسل «نيوتن»، شخصية «هنا» كان فيها الكثير من البراءة؛ فهي ليست شخصية المرأة الناضجة، و«الناصحة»، والخبيرة والواعية، ولكي تستطيعي تجسيد هذه البراءة والبحث عنها مجدداً في نفسك واستحضارها، يتطلب هذا العودة إلى الوراء، ومحاولة استحضار الطيبة والبراءة، فهذه الشخصية أدخلتني عالماً. وشخصية «تهاني» في «اضحك الصورة تطلع حلوة» أدخلتني عالماً آخر.. هو مشوار للعديد من العوالم.
• ما طقوسك لتقمص شخصية ما؟
– أحياناً يكون «الورق» مفسّراً للشخصية وتكون واضحة، وتحتاج فقط لأن تنسجي لها تفاصيل، عندما يكون الأمر كذلك، كل ما أفعله هو أن أتكلم عن تفاصيل الشخصية – حتى غير المرئية بالنسبة لنا كجمهور – مع المخرج، ونتفق عليها، لأنه من المهم أن أتصور في عقلي كيف عاشت هذه الشخصية في الماضي.. طفولتها، ماذا تفعل؟ وتسمع؟ كيف كان أهلها يعاملونها؟ من كانوا أصحابها؟ ما اهتماماتها؟.. إلخ. فهذه الطريقة التي أتبعها، فأنا أرجع بالتاريخ، وكيف باعتقادي كان ماضيها قبل أن نراها على الشاشة مع المخرج. ثم أبدأ مع نفسي تصور التفاصيل الصغيرة، حتى المحادثات، أخلاقها بينها وبين نفسها، وبين أهلها، فهذه التفاصيل تغذي الشخصية، وتجعلها أغنى وأعمق وحقيقية أكثر، وأبدأ بالبناء عليها، صفاتها، نوع الموسيقى التي تحبها، كيف تمشي، لغتها الجسدية، طريقة لبسها، هل شخصيتها منفتحة أو انطوائية، أعمل على تفاصيل كثيرة، ويأتي الحوار في آخر المطاف، فالأهم ما هو خلف الجملة التي تقولينها.. ما وراء السطور.
قرط Bulgari من الذهب الوردي مرصع بروبيليت بقطع كابوشون وحجر زبرجد (Peridot) بقطع كابوشون وألماسات بافيه
عقد Bulgari من الذهب الوردي مع عناصر الكريسوبراسي، 7 أحجار ملونة إجاصية القطع، 2 سيترين، 2 روبيليت، 1 تورمالين أخضر، 1 جمشت، 1 توباز، 40 ألماسة مستديرة بقطع بريانت وألماس بافيه
فستان من Alberta Ferretti
• تحقق فيديوهاتك مع زوجك أحمد حلمي على «السوشيال ميديا» إعجاب وتفاعل الجمهور.. هل يمكن أن نرى برنامجاً تلفزيونياً يجمعكما يبين هذا الجانب؟
– برنامج!.. استحالة. أتمنى أن يجمعنا فيلم سينمائي، أي عمل فني، لكن لم نفكر في برنامج تلفزيوني، ولا يهمنا الأمر. المشكلة تكمن في السيناريو الذي يقدم لنا، فقد يعجبني الدور المقدم لي، ولا يعجب أحمد بدوره، أو العكس، وهذا ما يحول دون اكتمال المشاريع التي تجمعنا معاً. في الحقيقة، أتمنى أن أخوض تجربة العمل معه بعد زواجنا؛ لأننا عملنا معاً قبل الزواج؛ لأختبر الأمر.
• في رأيك.. ما الشروط التي ينبغي توفرها لقبول فيلم يجمعكما؟
– أعتقد أن يكون فيلماً خفيفاً (light)، وأن يكون دور كلينا جميلاً.
• على أي شيء تقولين لأحمد حلمي: «شكراً»؟
– أقول: «شكراً» لأحمد على أمور كثيرة.. لوجوده معي، لمشاركتي، لمساندتي الدائمة، ولأولادنا؛ فهو يعني العالم كله بالنسبة لي.
• رأينا ابنتكما «ليلي» على السجادة الحمراء بأحد المهرجانات.. هل يمكن رؤيتها معكما في عالم السينما؟
– ابنتي فنانة، لكن في مجال الرسم، فهي رسامة موهوبة. كلموها لإجراء اختبار وأجرته، ولم تكن لديَّ مشكلة أبداً، وطُلبت لمرة ثانية، لكنها تراجعت، وقالت لي إنها لم تكن مرتاحة؛ فصرفت النظر عن الفكرة. وهي تركز أكثر على الرسم، وأنا أرى أنها رسامة عظيمة وفنانة، ويجب أن تستثمر هذه الموهبة بشكل جيد.
• ممن اكتسبت «ليلي» موهبة الرسم؟
– اكتسبتها من والدها؛ فأحمد يرسم بشكل رائع، ومتعدد المواهب الفنية.
• يُجمع مشاهير أهل الفن على أن العلاقة المكشوفة على الناس تضر بها.. فما سر نجاح علاقتكما؟
– ربما؛ لأننا لا نظهر كثيراً في «السوشيال ميديا» معاً، فقلما نظهر معاً، ويكون ظهورنا من غير قصد، فمشاغله كثيرة وأنا كذلك. عندما أحضر مهرجاناً، إما أن أكون بلجنة التحكيم، أو مشاركة بفيلم، فليس أمراً ضرورياً بالنسبة لي أن أحضر مناسبة إذا لم أكن فعالة أو لديَّ دور فيها. أعتقد أن زوجي أحمد متفهم وعرف جيداً كيف يحتويني، فعشرته طيبة، وأفكارنا متقاربة، ونتحدث في كل شيء. وأشعر بأنه لا يوجد موضوع معين لا يمكنني التطرق إليه، وهذا أمر جميل، فما يبقى عندما نكبر هو العشرة الحلوة، وهذا التفاهم.
• ماذا تحضرين على الصعيد الفني؟
– أصور فيلماً مع محمد هنيدي، وسعيدة جداً بعودتي إلى العمل معه، والفيلم من إخراج إسلام خيري، ويشاركنا البطولة أحمد السعدني، وتارا عماد، ولبلبة، وأحمد حلاوة رحمه الله، الذي توفي أثناء تصوير الفيلم، وأتمنى أن ينال الإعجاب. وأصور فيلماً آخر مع هاني خليفة، من تأليف محمد رجاء، وفيه أبطال وضيوف شرف عديدون: تايسون، فراج، وشيرين رضا، وغيرهم، وهو فيلم عميق، يعالج مسألة أن يكون الإنسان مخطئاً، وهو غير متأكد هل سيُغفر له أم لا، أحبه جداً، وأتمنى أن ينال إعجاب الناس.