خلال شهر رمضان المبارك، تنبض شوارع جدة بالحياة مع أكشاك الطعام، التي تجذب الحشود للاستمتاع بالمأكولات المحلية المفضلة مثل تجربة البطاطس المقلية الشهيرة “بستة”.
تنتشر الأكشاك، وخاصة تلك التي تبيع البطاطس المقلية، على طول الشوارع، مما يجمع الناس معًا للاحتفال بالنكهات المحلية.
وتقدم عربات الطعام والأكشاك التقليدية المنتشرة في أزقة الأحياء السكنية والساحات العامة أشهى الأطباق والمشروبات، مما يثير الحنين ويحيي روح الماضي.
كلمة “بسطة” تأتي من المصطلح العربي “بساطة”، لتمثل تجربة متواضعة وبأسعار معقولة وغنية بالنكهة.
في هذه الأماكن الجذابة، تعج الأسواق بالنشاط حيث تملأ رائحة الكبدة والبليلة والبطاطس المقلية الهواء، مما يجلب دفء التجمعات الاجتماعية التي تحدد الشهر الفضيل.
الحفاظ على التقاليد حية
وتحدث عبد الرحمن غازي، صاحب كشك الطعام “بليالينا أجدادنا”، عن حب المدينة لأطعمة الشوارع.
كما قال: “لطالما كانت البطاطس المقلية من الأطباق المفضلة في رمضان، إلى جانب البليلة والكبدة، نخدم زبائننا في حي الصفا منذ 28 عامًا، وزبائننا الأوفياء يعرفوننا جيدًا.
نُحضّر الكبدة على الطريقة التقليدية القديمة، ولكن بلمستنا الخاصة، ونطهوها بالزيت الطبيعي، وشحم الضأن، ودهن الضأن، دون استخدام أي زيوت إضافية. هذه الطريقة مُفضّلة لدى الكثيرين، كما أوضح غازي”.
وأضاف أن الطريقة الأصيلة لتحضير البليلة تحتاج إلى وقت أطول وتتطلب ما لا يقل عن ثلاث ساعات من الطهي البطيء على نار هادئة مع كمية كبيرة من الماء.
في الماضي، كان يُنقع البليلة لمدة ١٢ ساعة قبل طهيها لضمان تنظيفها تمامًا من بقايا البيكربونات، وهي خطوة بالغة الأهمية يغفل عنها الكثيرون اليوم.
للأسف، يستخدم البعض الآن البيكربونات مع قدر الضغط لتسريع عملية الطهي، مما يُفقدها نكهتها الحقيقية.
وأكد أن الطريقة الصحيحة لتحضير البليلة هي نقع الحمص ليلة كاملة وغسله جيدا ثم طهيه ببطء.
وأضاف غازي “لهذا السبب نطلق عليها اسم بليلة أجدادنا لأنها مصنوعة بنفس الطريقة التي اعتاد أجدادنا على إعدادها في مكة المكرمة، موطننا الأصلي”.
سعر البليلة في الكشك هو ٥ ريالات سعودية (١.٣٠ دولار أمريكي) للطبق الصغير و١٠ ريالات سعودية للطبق الكبير.
وسعر طبق البطاطس المقلية الصغير ٦ ريالات سعودية، والكبير ١٢ ريالاً سعودياً، مع جميع الصلصات التي قد ترغب بها.
ورغم أن ارتفاع التكاليف، وخاصة النفط، أدى إلى ارتفاع الأسعار، إلا أن غازي قال إنهم يسعون جاهدين للحفاظ على استقرار الأسعار.
أسعارنا ثابتة طوال العام، حتى في رمضان. لا نفرض ضرائب إضافية، ونتحمل التكاليف بأنفسنا دائمًا.
البطاطس المقلية تأخذ منعطفًا جديدًا
وفي حين ظل بعض البائعين مخلصين للتقاليد، حيث قدموا البطاطس المقلية مع الصلصات السعودية الكلاسيكية مثل الثوم والحمر (التمر الهندي)، فقد قدم آخرون عناصر من مختلف المطابخ، ما أدى إلى رفع الطبق إلى ما هو أبعد من شكله التقليدي.
فيما شارك صانع المحتوى السعودي عبدوش، الذي لديه أكثر من نصف مليون متابع على وسائل التواصل الاجتماعي، مصدر إلهامه لإطلاق كشك البطاطس المقلية الخاص به – والذي يطلق عليه السكان المحليون “كشك الرجل الغني” لأن البطاطس المقلية تباع مقابل 60 ريالاً.
بعد سنوات من إتقان مهاراته في طهي شرائح اللحم، قرر عبدوش الارتقاء بمستوى البطاطس المقلية من خلال إضافة مكعبات لحم ممتازة، مع صلصة خاصة به.
ويقع كشك كراستي لبيع شرائح اللحم والبطاطس المقلية في شارع علي أبو العلا، ويدير أعماله من الفناء الخلفي لمنزل في الحي ويخدم صفوفًا من العملاء المتلهفين.
بفضل مكوناته المبتكرة، مثل مكعبات لحم البقر المطهوة في مقلاة ووك والمُزينة بمشعل، نجح كشك عبدوش في جذب آلاف الزوار خلال شهر رمضان.
تقدم أكشاك البطاطس المقلية الأخرى بطاطس مقلية بأسعار معقولة. على سبيل المثال، يقدم مقهى أداني بار ومطعم مالوم بطاطس مقلية بسعر لا يتجاوز 15 ريالًا سعوديًا.
اقرأ أيضًا: أطعمة تقليدية تضفي نكهة تراثية على موائد الإفطار في المملكة
