شكّلت الدراما الرمضانية مساحة حقيقية لشغف المتابعين، واكتشاف وجوه جديدة قريبة منا، لاسيما في مسلسل «كسر عضم»، العمل الشائك الذي يعرض ما أفرزته الحرب من خراب على جميع المستويات. وسلط المسلسل الضوء على وجوه شبابية، حقق كل واحد منهم بصمته الخاصة، من هؤلاء الممثل حسن خليل، وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، الذي استطاع أن يترك بسمة وضحكة وتعليقاً بشخصية «علاء»، وأن يكسر سوداوية العمل بما قدمه من مناخات كوميدية خفيفة.. حول الدور والمسلسل كان لـ«زهرة فن» هذا الحوار معه:
* بدايةً.. ماذا تقول عن «كسر عضم»؟
ـ «كسر عضم» عمل درامي اجتماعي، يضع يده على الفوضى في المجتمع السوري، والفساد والخراب، وقضايا الشباب والقانون، والوضع الذي بات منصة حقيقية للمعاناة، وهو من إخراج رشا شربتجي، وسيناريو علي صالح، ويمكن أن يعكس الواقعية المعاصرة التي نعيشها اليوم، والتي تميّزت بها الدراما السورية، ويحكي عن شريعة الغاب وتجار الحروب، وحلم الشباب بالخلاص.
* الضحكة.. هل هي هويتك في «كسر عضم»، أم جزء من شخصيتك الحقيقية؟
– لا شك في أن هناك شيئاً يشبهني في شخصية «علاء»، فأنا ابن المكان أولاً، ولم آتِ من خارجه، وهذه الضحكة هي ملمح في وجهي وشخصيتي. من هنا، جاءت منسجمة في تجسيدي لدور «علاء» الشخصية المهضومة، التي تبتسم رغم الأسى، بمعنى أنه رغم الحزن نحاول أن نبقى في مساحة الجمال، والضحكة هنا معادل للأمل، لتخفف وجع سوداوية اللحظة، وقتامتها، ولا نستغرب أن الحرب تدفعنا بلحظات لحالة تحدٍّ فيكون الحب، وهو ما نراه بأهم أفلام الحروب.
* من هذا المنطلق إلى أي درجة تعتقد أن الشباب هم قوة التغيير والأمل القادم؟
– نظراً لأهمية الشباب كقوة تغيير، وربما الأمل في مرحلة أخرى قادمة، فإن الرؤية الإخراجية لرشا شربتجي كانت من خلال تسليط الضوء على فئة الشباب، وأن يأخذوا مقطعاً في الحكاية، ليكون العمل حكاية داخل حكاية، تشكل جسد «كسر عضم». من هنا، فإن الشباب هم الأمل وأوكسجين هذا العمل.
* تبدو واضحة «الهارموني» بينك وبين زملائك.. فما الذي ساعد على خلق هذه الأجواء برأيك؟
ـ السبب الأول هو أننا أبناء دفعة واحدة، بيننا مرجعيات ثقافية مشتركة وذكريات.. يوشع محمود، وإياد عيسى، وراما زين العابدين، ويزن، نحن خريجو الدفعة نفسها من المعهد العالي عام 2020فكان العمل بيننا أكثر صدقاً وإقناعاً وعفوية أيضاً. أما علاقتي مع الفنانة نادين تحسين بيك، فهي حديث آخر، فالعلاقة معها لم تبدأ من «كسر عضم»، بل كانت هناك شراكة في مسلسل «حارة القبة»، وهذا أسس لعلاقة «هارمونية»، ونجاح حقيقي.
* العمل مع فايز قزق ورشا شربتجي ونجوم كبار.. ماذا أضاف إليك؟
ـ الفنان فايز قزق، هو أستاذي في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتربطني به علاقة احترام ومحبة، وهو أب وأستاذ أبدع في شخصية الحكم. أما رشا شربتجي، فهي طاقة كاملة، يكفي أنها تفتح الأفق أمام الشباب، وأنا فخور جداً بتشجيعها أن أكون شخصية كوميدية، كل هذا رسم نجاح الدور الذي قدمته.
* هل سيكون هناك جزء ثانٍ للعمل، لاسيما أن الواقع يحتمل سلسلة من الأعمال؟
– أتمنى طبعاً، بعد هذا النجاح الذي حققه العمل. في الحقيقة لا أعرف شيئاً؛ لأن هذا الأمر يرجع إلى شركة الإنتاج بالدرجة الأولى، رغم أن هذا العمل يتحمل أن تكون هناك أجزاء أخرى
* أديت دورك بنجاح.. هل توقعت أن يحقق العمل كل هذا النجاح؟
– الدور على الورق أدب، ثم هناك فن، وتمثيل، وفريق عمل كبير، وإخراج، وموسيقى، وتصوير وتفاعل مع شخصيات أخرى، وساعتها يصبح العمل بدم آخر، أي يصبح حقيقياً، رغم أن الفن يمزج بين الواقعي والمتخيل، وبصراحة أحببت الدور وأنا أقرأه على الورق، وتنبأت بنسبة 50% بأن يكون لهذا العمل هذا الصدى والانتشار بين الجمهور. لكن بعد العرض فوجئت بهذا، فلم أكن مثلاً أعلم أن شخصية «علاء» ستكون «كاركتر» ينتظره المتابعون في الشارع العربي، فأنا أسمع وأقرأ تعليقاتهم بأنهم ينتظرون المشاهد التي أكون فيها أنا وزملائي، وهذا شيء يفرحني جداً، وجزء من مهمتي لإيصال الشخصية.
* إلى أي درجة لعب «كسر عضم» في عودة الدراما السورية إلى الضوء؟
ـ أحدث المسلسل نقلة نوعية في الدراما، وربما عاد بالدراما، بعد عشر سنوات حرب، إلى الضوء إلى جانب أعمال كثيرة أخرى، مثل: «مع وقف التنفيذ»، وغيره، ويبدو أن الجمهور متعطش لما تطرحه حكاية العمل، وأي دراما تؤسس لوعي ما، تضيء، مهما اتفق أو اختلف معها الجمهور، المهم طرح قضايا الفساد، التي تنعكس على الحياة، ويبقى الفن لحظة مضيئة، مثل الكتابة، ينتصر للحياة والأمل.