تقع السعودية في قلب الجزيرة العربية، وهي أرض مليئة بالعجائب الحية والأساطير والتجارب المشوقة بداية من المناظر الطبيعية القديمة إلى الكنوز الثقافية والطبيعية،
حيث تشكل المملكة مكانًا تتشابك فيه قصص الماضي مع الحياة الحالية.
رحلة ساحرة في أرض الحضارات والتاريخ
بإضافة جوهرة أخرى إلى مجموعتها المتزايدة من العجائب العالمية، أعلنت السعودية مؤخرًا عن إدراج موقعها الثامن ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
حيث انضمت مؤخرا منطقة الفاو الأثرية، الواقعة جنوب الرياض، في شمال غرب الربع الخالي إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو ، نظرا لمكانتها الثقافية والطبيعية الفريدة.
هذا الموقع القديم، الذي يضم حوالي 12,000 من الآثار التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ وحتى القرن الخامس الميلادي، يقدم نافذة رائعة على حياة وإنجازات الحضارات المبكرة.
تسليط الضوء على منطقة الفاو الأثرية الساحرة من قبل اليونسكو يبرز الأهمية العالمية لكنوز السعودية الثقافية الفريدة.
من مواقع التراث العالمي الثقافية إلى الطبيعية، من الفنون الصخرية القديمة في منطقة حائل إلى المناظر الطبيعية الخضراء في واحة الأحساء، والأضرحة الشاهقة في مدائن صالح في العلا، إلى جدة التاريخية وحي الطريف، وغيرها، تعكس هذه المواقع تنوع شبه الجزيرة العربية كمزيج ثقافي لا يزال حاضرًا في ثقافتها وتقاليدها اليوم.
وفي هذا التقرير نصحبكم في رحلة سريعة نستعرض فيها مواقع التراث العالمي الثمانية في السعودية – جاهزة للاستكشاف والتعرف عليها والاستمتاع بتجربة ساحرة فيها.
المنظر الثقافي لمنطقة الفاو الأثرية.. أحدث موقع تراث عالمي في السعودية
استعد للانتقال في تجربة تاريخية ساحرة عبر القرون في منطقة الفاو الأثرية، أحدث موقع تراث عالمي في السعودية.
تقع هذه المدينة القديمة على بعد حوالي 700 كيلومتر جنوب الرياض، وهي مركز حضاري وتجاري قديم يدعوك لاكتشاف حوالي 12,000 من البقايا التي تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى القرن الخامس الميلادي.
تتوفر رحلات منتظمة من الرياض إلى مطار نجران الإقليمي، الذي يبعد حوالي ساعتين ونصف بالسيارة عن الفاو.
توفر شركات الطيران مثل الخطوط الجوية السعودية (برحلات من جدة والرياض)، وفلاي ناس (من الدمام وجدة والرياض)،
وفلاي أديل (من الدمام والرياض) خيارات مريحة للوصول إلى هذا الموقع التاريخي.
يمكن ترتيب وسائل النقل إلى الفاو من خلال سيارات الأجرة أو خدمات تأجير السيارات مثل الوفاق لتأجير السيارات ولومي رينتال.
حي الطريف في الدرعية.. تجربة أصيلة في مهد الدولة السعودية
الدخول إلى قلب حي الطريف في الدرعية، المعروف باسم “مدينة الأرض”، هو زيارة لمكان تأسيس الدولة السعودية الأولى في عام 1727.
في وسطها يقع موقع الطريف التراثي التابع لليونسكو، وهو مهد للثقافة السعودية حيث تعود أصداء الماضي السعودي إلى الحياة.
ويحمل حي الطُّريف آثار الأسلوب المعماري النجدي الذي يتفرد به وسط شبه الجزيرة العربية، وتم تأسيس الحي في القرن الخامس عشر
أضحى الحي مركزاً لسلطة آل سعود إثر تنامي دور الحي السياسي والديني في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وهو موقع تاريخي يعكس الأسلوب العمراني النجدي التقليدي.
وتضم هذه الآثار قصور متعددة، فضلاً عن مدينة بُنيت على ضفاف واحة الدرعية لتشكل واحدة من أهم المواقع التراثية السعودية المسجلة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في عام 2010.
واحة الأحساء.. سحر الطبيعة الخلابة
تقع واحة الأحساء في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة العربية، وهي مجموعة من المواقع تضم حدائق وعيون المياه العذبة وقنوات الري والآبار بالإضافة إلى بحيرة الأصفر، ومبان تاريخية تمثل إستقرار البشر في منطقة الخليج منذ العصر الحجري الحديث وحتى يومنا هذا
ويتمثل هذا الاستقرار في حصون الأحساء التاريخية وجوامعها وينابيعها وقنواتها وغيرها من نظم إدارة المياه
وتعدّ واحة الأحساء أكبر واحات النخيل في العالم إذ يصل عدد أشجار النخيل فيها إلى 2،5 مليون شجرة لتوفر مظلة طبيعية ساحرة على أرض المملكة.
ويعد هذا المنظر الطبيعي الثقافي الفريد من نوعه مثالاً استثنائياً للتفاعل بين البشر والبيئة المحيطة بهم وتم تسجيل واحة الأحساء الساحرة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في عام 2018، وهي أكبر واحة في المملكة وتحتوي على مجموعة من المواقع الأثرية.
جدة التاريخية.. تجربة خيالية في أحضان التراث
تقع جدة القديمة، أو جدة البلد، أو جدة التاريخية على شط البحر الأحمر الشرقي لتوفر لزوارها واحدة من أروع التجارب التراثية والتاريخية الساحرة التي يمكن خوضها.
وتم تأسيسها منذ القرن السابع الميلادي كميناء رئيسي لطرق التجارة في المحيط الهندي، والتي نقلت البضائع إلى مكة وكانت أيضا بوابة للحجاج المسلمين إلى مكة، الذين وصلوا عن طريق البحر.
تعد منطقة جدة التاريخية مركزاً مزدهراً للثقافات، يتميز بتقاليده معمارية، بما في ذلك المنازل البرجية التي بنيت في أواخر القرن التاسع عشر من قبل النخبة التجارية في المدينة، وجمعت بين تقاليد بناء الشعاب المرجانية في البحر الأحمر مع عدة حرف من طرق التجارة.
اقرأ أيضًا: نيوم مدينة الأحلام ووجهة المستقبل لعشاق السياحة