أصدرت بعض الدول العربية قرارات تتضمن إجراءات وقيودا احترازية في محاولة للحد من انتشار أوسع لفيروس كورونا خلال شهر رمضان، بسبب ما يعرف به هذا الشهر من تجمعات للإفطار وصلاة القيام.
وقد منعت السلطات في المغرب والأردن وتونس وقطر صلاة التراويح في المساجد، خشية تزايد حالات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا، في ظل ارتفاع ملحوظ في أعداد الإصابة والوفيات.
وقد سمحت دول أخرى، مثل السعودية ومصر والعراق والجزائر، بإقامة صلاة التراويح لكن مع فرض قيود خاصة للحد من انتشار الفيروس.
الأردن
فرضت السلطات الأردنية قيودا أكثر صرامة على المواطنين خلال شهر رمضان، لتفادي الموجة الثالثة من انتشار الوباء، إذ منعت صلاتي المغرب والعشاء في بداية الأمر، علاوة على صلاة الجمعة في المساجد.
وعدلت السلطات قرارها في وقت لاحق لتسمح للمواطنين بالخروج سيرًا على الأقدام لمدة نصف ساعة لأداء صلاتي الفجر والمغرب خلال شهر رمضان، شرط التزام المصلّين بالقيود الصحية المعلنة.
وسجل عدد الحالات الجديدة المصابة بالوباء في الأردن يوم الثلاثاء 2790 حالة، بالإضافة إلى وفاة 82 شخصا بسبب الفيروس، وفقا لأحدث الإحصاءات الحكومية المعلنة.
تونس
وفي تونس، قررت الحكومة منع صلاة المغرب، والعشاء، والتراويح في المساجد مع الإبقاء على صلاة الجمعة.
وأعلنت الحكومة في تونس حظر تجول ليلي من السابعة مساء وحتى الخامسة من صباح اليوم التالي خلال الفترة من التاسع إلى 30 إبريل/ نيسان، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل بشأن الإجراءات خلال ما تبقى من شهر رمضان الذي يستمر حتى 12 من مايو/ أيار المقبل، وفقا للحسابات الفلكية السائدة في المنطقة العربية.
وسجل عدد الحالات الجديدة في تونس 1664 حالة مع زيادة الوفيات، التي بلغت 64 وفاة في آخر 24 ساعة، وفقا لآحدث الإحصاءات المنشورة.
المغرب
فرضت السلطات في المغرب حظر تجول ليلي خلال شهر رمضان، في إطار السعي للحد من انتشار فيروس كورونا، والحيلولة دون بدء موجة ثالثة من الوباء في البلاد.
ويخضع الناس في المغرب لحظر تجول من الثامنة مساء إلى السادسة من صباح اليوم التالي، وهو ما يشير إلى حرمانهم من صلاة القيام للعام الثاني على التوالي.
وسجل عدد الحالات الجديدة المصابة بفيروس كورونا في المغرب خلال 24 ساعة مضت، 684 حالة، علاوة على ست حالات وفاة.
قطر
قررت الحكومة في قطر منع صلاة القيام فقط في المساجد، مع الإبقاء على صلاتي المغرب والعشاء وفقا لقرارات مجلس الوزراء.
وقرر المجلس أيضا تقليص عدد الموظفين في مقرات العمل بالجهات الحكومية والقطاع الخاص إلى 50 في المئة، ومنع التجمعات والزيارات الاجتماعية بالأماكن المغلقة ومنع الجلوس بالحدائق العامة والشواطئ والكورنيش، وتأجيل المؤتمرات والمعارض والفعاليات وإغلاق الأسواق العامة يومي الجمعة والسبت أسبوعيا.
وسجل عدد الحالات الجديدة في قطر 981 حالة مع زيادة الوفيات إلى خمس حالات يوم الثلاثاء، وفقا لأحدث الإحصاءات المنشورة على الحساب الرسمي لوكالة الأنباء القطرية (قنا).
صلاة القيام بقيود
وسمحت دول عربية أخرى بإقامة جميع الصلوات، بما في ذلك صلاة القيام، في المساجد وهي السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين، وفلسطين، والعراق، والكويت، والجزائر.
لكن هذه الدول فرضت إجراءات احترازية وقيودا لابد من اتباعها أثناء تأدية الصلوات في المساجد، وهي القيود التي تضمنت وضع حد زمني أقصى لصلاة القيام، وغلق أماكن الوضوء، والتباعد بين المصلين لمسافات آمنة تحول دون انتقال العدوى.
وألزمت السلطات المعنية في الدول التي سمحت بأداء صلاة القيام في المساجد المصلين بارتداء الكمامات، واستخدام سجادة صلاة شخصية يحضرها كل شخص معه.
كما منعت القيود الجديدة الأنشطة الدينية التي اعتاد المسلمون على ممارستها في رمضان بخلاف الصلوات، إذ مُنعت الدروس الدينية والإفطار الجماعي في المساجد.
ونشرت وزارة الصحة السعودية على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي قائمة إرشادات للمواطنين من أجل الحد من انتشار فيروس كورونا.
وتضمنت تلك القائمة الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية، والاعتذار عن التجمعات الأسرية، والابتعاد عن أماكن التجمعات، والإبلاغ عن المخالفات، وأخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
ويستمر شهر رمضان من 13 إبريل/ نيسان الجاري وحتى 12 مايو/ أيار المقبل، وفقا للحسابات الفلكية السائدة في أغلب المنطقة العربية.
وهناك مخاوف من ممارسات أخرى بعيدا عن الصلاة في المساجد والتجمعات العامة، إذ قد تؤدي بعض العادات التي تسود المجتمعات العربية في رمضان إلى المزيد من انتشار الفيروس الوبائي.
فقد اعتاد المواطنون في عدد من الدول العربية خلال شهر رمضان من كل عام على التزاور في المنازل بأعداد كبيرة، وإقامة مآدب الإفطار العائلية، علاوة على الزحام في المقاهي في الفترة ما بين الإفطار والسحور.