سعاد عبدالله: سأحتفل مع حياة الفهد بهذا التاريخ!

ألقاب كثيرة، منها «سندريلا الشاشة الخليجية»، و«دانة الإبداع الخليجي»، لكن يبقى لقب «أم طلال» الاسم الذي يميز الفنانة الكويتية القديرة سعاد عبدالله، التي تحتاج إلى الكثير من الصفحات؛ للحديث عن مشوارها الفني الثري بالتجارب الناجحة والمميزة، التي أَثْرَتْ – من خلالها – المكتبة الفنية العربية بأهم الأعمال المسرحية، والتلفزيونية على وجه الخصوص. زارت سعاد عبدالله دولة الإمارات، خلال شهر ديسمبر الماضي؛ للمشاركة في فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقيم في «إكسبو 2020 دبي»، بتنظيم من القيادة العامة لشرطة دبي، ومركز راشد لأصحاب الهمم، وتم تكريم الفنانة الكويتية؛ لدورها البارز في مناصرة قضايا حقوق الإنسان، من خلال أعمالها الفنية، ومسيرتها الشخصية، وقد رافقت «زهرة الخليج» الفنانة سعاد عبدالله أثناء زيارتها إلى المعرض الدولي.. ومنها بدأ حديثنا معها:

• ما رأيك في فعاليات وأجنحة «إكسبو 2020 دبي»؟

ـ لم أَرَ جميع الأجنحة، فقط زرت مكانين أساسيين، هما: جناحا دولة الإمارات ودولة الكويت، بالإضافة إلى جناح «موانئ دبي»، الذي نظمت فيه الفعالية. وقد رأيت شيئاً يفوق الخيال، والحقيقة إنني منبهرة منذ أن تابعت حفل الافتتاح على التلفزيون. واليوم، رأيت – على أرض الواقع – هذه المسافات التي تسير خلالها بالسيارة من مكان إلى آخر، ويتمتع ناظراك بهذا الإنجاز الرائع، إنه إنجاز كبير، ويحق لنا جميعاً أن نفاخر بأن معرضاً بهذا الحجم، يقام على أرض عربية وخليجية.. فعلاً الإمارات بلاد «اللا مستحيل».

 ضيفة شرف 

• بماذا شَعُرِتِ؛ عندما دخلت جناح الكويت؟

– مع محبتي لجميع البلدان، تبقى الكويت بلدي؛ لذا ذهبت لأطلع على الجناح، وعلى ما يضمه، فهي زيارة نابعة من القلب، ودون ترتيب مسبق. كنت سعيدة بحفاوة الاستقبال والاهتمام من قبل القائمين على الجناح، ولفتني اهتمامهم، أيضاً، بالفن الكويتي، وتخصيص ركن له، وللأعمال الفنية التي أنتجت في الكويت على مدار عشرات السنين.

• كفنانة وسيدة وأم.. ماذا يعني لك مصطلح «حقوق الإنسان»؟

– لقد كنت ضيفة الشرف في مناسبة خاصة باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وإنه يعنيني كإنسانة؛ فحقوق الإنسان هي أمر مرتبط ببشريتك، وآدميتك، وأصالتك، وخلقك، ومعاملة الآخرين. إذ يجب ألا تكون هناك طبقية أو تمييز بين فقير وغني، أو جنسية، أو لون، وهذا من صميم ديننا الذي طلب منا أن نكون «كأسنان المشط». لكن، للأسف هناك من يدعون أنهم مع حقوق الإنسان، وهم أكثر من يتنمرون للآخرين. وبمجرد تنمرك لجنسية، أو شكل، أو لون، فإنك تنسف المنظومة الإنسانية كاملة، وأنا أشكر القائمين على هذه المناسبة لاختياري، وقد حرصت – في الكلمة التي ألقيتها – على تأكيد أهمية دور الفن في مناصرة قضايا المجتمعات، وأتمنى أن يتم الاهتمام أكثر بهذا الجانب مستقبلاً.

• ما آخر أعمالك، وماذا عن العمل الذي سيعرض لك في رمضان المقبل؟

– انتهيت، مؤخراً، من تصوير مسلسل يتكون من 8 حلقات، يحمل عنوان «سيدة العتمة»، للكاتبة منى الشمري، والمخرج عيسى ذياب، ويشاركني البطولة فيه نخبة من الفنانين والنجوم، منهم: روان المهدي، وصمود المؤمن، وباسم عبدالأمير، وعبدالعزيز صفر، والممثل المصري إبراهيم العشري، وسيعرض خلال هذا الشهر على تطبيق «شاهد». أما المسلسل الرمضاني، فسيكون مع قناة دبي، والأيام القادمة ستتضح فيها الرؤية أكثر، لكن ما يمكنني أن أقوله إن لديَّ مسلسلاً اجتماعياً جميلاً، لكن إلى الآن لم يتم الاتفاق على شكله النهائي.

عودة إلى الماضي

• ما رأيك في ظاهرة المسلسلات القصيرة، ذات الحلقات المحدودة؟

– هي ليست بالأمر الجديد، فنحن في الستينات بدأنا بسباعيات وخماسيات وعشاريات، وأول عمل شاركت به، رسمياً، عام 1964، كان سباعية «قاتل أخيه»، وفي رصيدي، أيضاً، أفلام تلفزيونية (سهرات)، هي عبارة عن عمل درامي مؤلف من حلقة واحدة. اليوم، عاد القائمون على الأعمال الفنية إلى هذا النظام مرة أخرى؛ لأنهم رأوا أن منصات، مثل: «نتفليكس»، و«HBO»، والشركات الإعلامية، اتجهت إلى هذا الخط، فقرروا تقديم مثل هذه التجربة، التي أعتقد أنها في الأساس ناجحة، ولا شك في أن المسلسلات الطويلة مهمة وجميلة، خاصة في موسم رمضان، لكن أيضاً هذه الأعمال القصيرة والرشيقة تتميز بأدائها السريع وتنوعها.

• مع دخول هذا العام تصلين إلى 60 عاماً من الفن.. كيف ستحتفلين بهذا التاريخ؟ 

– (تضحك) لم أقرر حتى الآن، لكن معك حق؛ فأنا منذ عام 1963 في الفن، واليوم أكمل 60 عاماً أنا وحياة الفهد، وربما سنحتفل معاً بهذا التاريخ الطويل. 

• ودَّعنا 2021.. كيف كان هذا العام بالنسبة لك؟

– بالنسبة لي، حمل العامان الماضيان عارضاً أليماً، آثاره لاتزال معي حتى اللحظة، هو وفاة أخي وتوأم روحي «سالم»، وأتمنى أن يكون العام الجديد دون أحداث مؤلمة. وكما يقال: «تفاءلوا بالخير؛ تجدوه»، وأتمنى أن يكون القادم أجمل في كل شيء سياسياً واجتماعياً، وننتهي من جائحة «كورونا»، التي عطلت الحياة في العالم.

Exit mobile version