تجسد الممثلة الأردنية الشابة، سميرة الأسير، دور سيدة تدعى (أم آدم)، وهي مديرة دار الضيافة، التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في المسلسل المصري (بطلوع الروح)، الذي بدأ عرضه بعد منتصف شهر رمضان، عبر عدد من المحطات الفضائية.
وتبين الأسير، في حديث خصت به “زهرة الخليج”، أن (أم آدم) سيدة غاية في السوء، وتجتمع بها صفات الشر بشكل كبير، تأتي إليها النساء اللواتي توفي أزواجهن وانضممن للتنظيم الإرهابي مؤخراً بأي طريقة كانت، ويقضين في الدار ثلاثة شهور وهي مدة عدتهن، لتقوم هي بعد ذلك، بعمل ملفات خاصة بهن وعرضها على رجال التنظيم من المقاتلين لاختيار واحدة منهن للزواج بها.
تنظر (أم آدم) إلى زعيمة لواء النساء في التنظيم (أم جهاد)، وهي الشخصية الجدلية التي قدمتها النجمة إلهام شاهين، كمثل أعلى لها وتحبها بشكل كبير جداً، وهي لا تعرف الحب إلا لهذه الشخصية، كونها تعاني من نقص كبير في الحنان، وعصبية كبيرة، وتعامل النساء بفظاظة وسوء كبيرين، ويستهويها التفتيش عليهن وتعذيبهن، وهي مقتنعة بكل ما تقوم به بطريقة غريبة وتؤمن بأنه الصواب، فهي من النساء اللواتي تم غسل دماغهن بالكامل.. بهذه العبارات لخصت الشابة الأردنية شخصيتها في المسلسل.
وتبين الممثلة سميرة الأسير أن (أم آدم) هي إحدى المقاتلات القادمات من المغرب، لكنها تتحدث بلهجة تمزج بين المغربية والفصحى، وقد تعمد صناع العمل هذا الأمر لتبسيط اللهجة على المشاهدين، لأن اللهجة المغربية قد لا تكون مفهومة بشكل كامل في جميع أرجاء الوطن العربي، كما أن الكثير من المنضمين للتنظيم من الرجال والنساء من مختلف البلدان، يحاولون التحدث بالفصحى، كون لهجاتهم بعيدة عن بعضها، وقد لا يستطيعون فهم بعضهم بشكل كامل، وهذا هو الواقع الذي كان يعيشه التنظيم.
إضافة كبيرة
“العمل مع مخرجة بحجم كاملة أبو ذكري، كان حلماً سعيت لتحقيقه منذ سنين طويلة، وقد تحقق اليوم”.. هكذا عبرت الممثلة الشابة عن سعادتها الغامرة بوجودها بمسلسل بحجم “بطلوع الروح”، مؤكدةً أنه يضيف لها الكثير على الصعيد المهني والشخصي، كونه لمخرجة مهمة جداً في مصر والوطن العربي عموماً، وتعمل بطريقة محترفة جداً، وتمنح كل مشهد وقتاً كاملاً، ليكون مميزاً بكل شيء.
وتضيف الأسير أن المخرجة أبو ذكري تهتم بكل تفاصيل الممثلين معها، ولا يمكن إلا أن يظهر العاملون معها بأفضل حال وأجمل صورة، مثنية على العلاقة التي جمعتها بها، والمساعدة الكبيرة التي قدمتها لها، كما أن ملاحظاتها دائماً كانت بمكانها الصحيح، معربةً عن الفخر الكبير بالعمل معها.
وتبين الأسير أن وجود اسمين كبيرين، هما النجمتان المصريتان (إلهام شاهين) و(منة شلبي)، يشكل بحد ذاته إضافة لمسيرتها، وأنهما ساعدتاها كثيراً خلال التصوير، واصفة العمل معهما بالمتعة الحقيقية، ورغم أهمية تاريخهما الفني وجماهيريتهما الكبيرة، فإنهما تمنحان الممثلين الآخرين المساحة كاملة.
وتعتبر أن وقوفها أمام هاتين القامتين الفنيتين (إلهام ومنة) جاء بوقته المناسب، فتقول سميرة: “أعتقد أنني بت جاهزة للعمل مع أسماء كبيرة، وقد وصلت لمرحلة تؤهلني للعمل مع نجوم الصف الأول في الوطن العربي، وقد نضجت مسيرتي بشكل كبير، بعد الكثير من الصعاب التي مررت بها، فخورة بظهوري مع إلهام شاهين ومنة شلبي فهي تجربة مهمة على الصعيد المهني والشخصي وممتعة وتشرفت بها، وأتمنى تكرارها والعمل معهما في أعمال قادمة”.
شعور بالخوف
وختمت الممثلة الشابة حديثها، لــ”زهرة الخليج”، عن المشاعر المتضاربة التي عاشتها في التصوير، خاصة أنها جسدت إحدى أكثر الشخصيات شراً في المسلسل، ما جعلها تتأمل كثيراً وتشعر بالخوف أحياناً، وتتساءل كيف وصل هؤلاء البشر لهذه المرحلة من الإجرام وانعدام الرحمة؟ وما الذي جرى لهم وكيف غسلت أدمغتهم بهذه الطريقة، ليقوموا بارتكاب أفظع الجرائم ويحملون كل هذا الشر والقسوة؟ والمصيبة الكبرى أنهم على قناعة تامة بأن أفعالهم صائبة.
ولا يعتبر ظهور الممثلة أميرة الأسير في مسلسل “بطلوع الروح” الأول لها بالدراما المصرية، فقد سبق وشاركت في مسلسل “القاهرة كابول”، وكذلك “هجمة مرتدة”، علماً بأن جميع هذه الأعمال قدمت بهدف تثقيف وتوعية الشعوب من خطر الإرهاب والأفكار المظلمة، التي تسعى لخراب العالم.
