نشرت في: آخر تحديث:
ابوظبي (أ ف ب) – تستثمر شركات تصنيع أسلحة إماراتية بشكل متزايد في الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الأنظمة المسلحة غير المأهولة، تماشيا مع ازدياد أهمية “الحروب الآلية”، خصوصا عبر الطائرات المسيرة، في الشرق الأوسط والعالم.
وفي معرض للأنظمة غير المأهولة في أبوظبي هذا الاسبوع، عُرضت طائرات مسيّرة ضخمة في جناح مجموعة “ايدج” الإماراتية، فيما قدّمت شركات محلية أسلحة “ذكية” اخرى تشمل الرشاشات التي يتم التحكم فيها عن بعد.
وشهدت نسخة هذا العام التي تنتهي الأربعاء وهي الخامسة، مشاركة 134 شركة من 26 دولة حول العالم منها 7 دول تشارك للمرة الأولى، هي البحرين، وإسرائيل، وصربيا، والنمسا، وبلغاريا، ومالطا، وتركيا.
ويتزامن المعرض مع تكثف الهجمات بالطائرات المسيّرة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك هجوم نفذه المتمردون اليمنيون أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص في أبوظبي.
وقال مدير قسم تطوير الأعمال في مجموعة “ايدج” مايلز تشامبرز لوكالة فرانس برس “أصبحت الأنظمة الآلية أكثر انتشارًا في جميع أنحاء العالم، وهذا قطاع نستثمر فيه بشكل كبير”.
وأضاف “نحن بالفعل نستثمر بقوة في تطوير قدرات (الانظمة) غير المأهولة لدينا، وكذلك في مجال الحرب الإلكترونية وفي ذخائرنا الذكية. هذه هي الركائز الثلاث الأساسية لدينا”.
وتمّ إنشاء مجموعة “إيدج” قبل نحو ثلاث سنوات عبر دمج 25 شركة إماراتية متخصّصة في تصنيع الأسلحة، لكن مبيعاتها وصلت سريعا إلى نحو 4,8 مليار دولار في عام 2020.
واحتلّت المجموعة المرتبة 23 بين أكبر 100 شركة منتجة للأسلحة والخدمات العسكرية في جميع أنحاء العالم في ذلك العام، وفقًا لمعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتضاعفت عقود المجموعة مؤخرًا، وغاليتها تقريبًا مع حكومة الإمارات.
وشملت أكثر الصفقات المربحة صيانة الطائرات العسكرية، بقيمة تقارب 4 مليارات دولار، بالإضافة إلى توفير ذخائر موجّهة عن بعد بقيمة 880 مليون دولار.
وكشفت المجموعة الثلاثاء عن محطة أسلحة جديدة يتم التحكم فيها عن بعد. ويتميّز النظام المثبّت على المركبة بحمولة بصرية ذات سبع عدسات وحامل أسلحة مزود ببندقية هجومية. كما يتمتع بقدرة دوران 360 درجة، ووزن خفيف يبلغ حوالى 30 كلغ.
وقال تشامبرز إنّه في عام 2022، تتطلع المجموعة إلى “توسيع بصمتها الدولية”.
مزيد من التكنولوجيا
وتصاعدت الهجمات بالطائرات المسيّرة في الشرق الاوسط في السنوات الاخيرة.
في كانون الأول/ديسمبر، قال التحالف الذي تقوده السعودية والذي يضم الإمارات ويدعم القوات الحكومية اليمنية في مواجهة المتمردين الحوثيين في اليمن منذ 2015، إن المتمردين أطلقوا أكثر من 850 طائرة مسيرة مفخخة و400 صاروخ بالستي على السعودية في السنوات السبع الماضية، ما أسفر عن مقتل 59 مدنيا.
واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل العام الماضي إيران بمهاجمة سفينة يدريها إسرائيلي بطائرة مسيّرة قبالة سلطنة عمان، بينما نجا رئيس الوزراء العراقي من هجوم بطائرة مسيّرة مفخخة.
وقتلت إسرائيل بحسب تقارير عالِمًا نوويًا إيرانيًا قبل عام باستخدام مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد. والجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ دفاعاته الجوية أطلقت النار على طائرة مسيّرة قادمة من لبنان دخلت مجال إسرائيل الجوي، في ثاني حادث من نوعه خلال يومين.
بالنسبة لأحمد المزروعي، وهو صاحب شركة إماراتية تعمل بشكل أساسي على تطوير الروبوتات العسكرية، فإن صناعة الدفاع الإماراتية مستعدة لمواجهة “التحديات” في أعقاب الهجمات التي تبناها المتمردون اليمنيون ضد الدولة الخليجية وتصدت لها الدفاعات الإماراتية في الاسابيع الاخيرة.
وقال وهو يتحدث أمام بندقية آلية يتم التحكم فيها عن بعد “التحديات مهمة لأنها تدفعنا لتطوير أنفسنا لمواجهتها”، مضيفا “هدفنا هو الحصول على مزيد من الأنظمة والمزيد من التكنولوجيا في السنوات العشر المقبلة. (…) هذا انتاج اماراتي (…) ونريد المنافسة عالميا”.
ويذكر أنّ مجموعة “ايدج”، وهي الأكبر من نوعها في الإمارات، وقّعت صفقات متعددة مع شركات أجنبية، بما في ذلك “لوكيهد مارتن” و”رايثون” في الولايات المتحدة. وفتح تطبيع العلاقات مع إسرائيل الباب أمام تعاون مع الدولة العبرية في مجالات التصنيع العسكري وخصوصا تكنولوجيا الانظمة الذكية.
وخلال اليوم الأول من المعرض، وقّعت وزارة الدفاع الإماراتية 3 صفقات مع شركات محلية ودولية بقيمة إجمالية تجاوزت 654,6 مليون درهم (نحو 170 مليون دولار).
وشملت العقود صفقة لشراء أنظمة طائرات مسيرة بقيمة 10 ملايين درهم، وصفقة أخرى لتوفير خدمات الدعم الفني والصيانة والإصلاح وقطع الغيار. كما تضمنت عقدا لتوفير مساندة فنية لأنظمة الطائرات.
© 2022 AFP