تكنولوجيا

“شهادات كورونا” تقوض مصداقية الجامعات اليونانية بعد انتشار الغش

بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب


“شهادات كورونا” تقوض مصداقية الجامعات اليونانية بسبب انتشار الغش

  –  
حقوق النشر 
Free-Photos de Pixabay

تواجه الجامعات اليونانية المغلقة منذ أكثر من عام بسبب جائحة كوفيد-19، ازديادا في حالات الغش خلال الامتحانات عبر الإنترنت، ما يثير مخاوف من تراجع قيمة الإجازات التي بات شائعا تسميتها “شهادات كورونا”.

يقر الأساتذة والطلبة بأن إجراء الامتحانات إلكترونيا في الظروف الاعتيادية نفسها لتلك المقامة عادة في حرم الجامعات مهمة مستحيلة مع التعليم من بُعد، في ظل اتصال المئات بالشبكة في الوقت عينه.

ويقول أستاذ الهندسة البيئية والعميد السابق في جامعة أرسطو في مدينة سالونيكي اليونانية جون ميلوبولوس “على سبيل المزاح، نسمّي الشهادات التي سنمنحها هذا العام شهادات كورونا”.

وهو يوضح لوكالة فرانس برس، أن “التعليم عن بُعد يُفترض أن يكون أداة تربوية مكمّلة. لكن عندما يصبح الأداة التعليمية الرئيسية، عندها تبدأ المشكلات”.

وتروي صوفيا البالغة 20 عاما وهي طالبة في علم النفس في جامعة أرسطو “خلال الصيف الفائت، خضعت لامتحانين باسم اثنين من أصدقائي من دون أن يتنبه أحدهم لذلك”.

وتضيف لوكالة فرانس برس “لقد اتصلت بالشبكة باستخدام حاسوبيهما وكلمات المرور الخاصة بهما. لم يكن هناك أي قاعدة تفرض فتح الكاميرا خلال الامتحان. وقد نال صديقاي علامة شبه كاملة من دون أن يفتحا كتابا”.

وفوجئ مدرّسون كثر برؤية طلاب يعرفونهم منذ وقت طويل يحققون نتائج دراسية باهرة عن غير عادة من دون أن يكونوا قد ارتادوا حرم الجامعة مرة واحدة منذ سنوات.

مراقبة “مستحيلة”

ويقول كوستاس كوسماتوس الأستاذ المساعد في علم الجريمة في جامعة ديموكريتوس في تراقيا، إن “العلامات الدراسية آخذة في الارتفاع، وثمة أشخاص لم نرهم منذ سنوات يتقدمون للامتحانات لأن النظام يتيح لهم الغش بسهولة”.

ويشير هذا المدرّس إلى ضرورة جعل فتح الكاميرا شرطا لازما للامتحانات لإعادة الشفافية إلى المسار التعليمي. لكن “من المستحيل فعل ذلك عندما يكون لدينا أكثر من 500 شخص يخضعون للامتحان”.

ويضيف “لذلك نوزع المشاركين في مجموعات مع إعطاء كل منها مواضيع مختلفة. نحاول أيضا الحد من الوقت المتاح للإجابات. لكن حتى مع هذه الطريقة، لا نجد الحل الناجع”.

يحذر أستاذ تكنولوجيا المعلومات في جامعة مقدونيا في سالونيكي، أليكساندروس هاتزيجورجيو، أيضا من أن استحداث كلمات سر شخصية للطلبة في الامتحانات ليست ضمانة بذاتها لعدم الغش.

ويقول “ليست لدينا أي طريقة للتحقق من أن الشخص المتصل بالشبكة هو فعلا الطالب. كما أن الكاميرا يمكن أن تظهر شخصا آخر يخضع للامتحان بدلا عنه”. وقد وجد بعض الطلبة حيلا لتخطي كل العوائق أمام الغش.

ويوضح كوستاس البالغ 22 عاما وهو طالب في جامعة أرسطو، أن “مجموعات تشكلت على تطبيقات بينها مسنجر وديسكورد. ومن خلال شاشات مشتركة، يمكن تشارك الإجابات الصحيحة في الوقت الفعلي خلال أي امتحان من دون أن يتنبه لذلك (المراقبون)، سواء كانت الكاميرا تعمل أم لا”.

غش حتى أمام الكاميرا

تؤكد أنغيلا كاستريناكي عميدة قسم الآداب في جامعة كريت، أنه من السهل على الطلبة البحث عن الإجابات على الامتحانات على غوغل، حتى على مرأى من المراقبين أمام الكاميرا.

وتقول “نحصل على إجابات معدّلة من ويكيبيديا”. حتى أن بعض الطلبة لديها استعانوا بفقيه لغوي معروف لمساعدتهم في حل سؤال في الامتحان لم يكن له جواب على الإنترنت.

وتقول كاستيريناكي “حتى هو أخطأ في الإجابة، لذا حصلت على خمسين ورقة امتحان عليها الخطأ عينه. كان ذلك مضحكا”.

ولاحظت كاستريناكي، أن مئة طالب في المجموع قاموا بالغش في ذلك الامتحان. ويوضح بانايوتيس وهو طالب حقوق في السنة الأخيرة في جامعة أرسطو أن “النظام غارق في الفساد لدرجة أن بعض الطلبة الموهوبين ينجرون أحيانا وراء إغواء الغش”.

وتستذكر ناتاسا الطالبة البالغة 20 عاما في جامعة يوانينا، أن إحدى صديقاتها دفعت مئة يورو لمدرّسة لكي تقوم بالامتحان بدلا عنها. لكن “في النهاية، لم تحصل على درجة عالية جدا”، وفق الطالبة.

مقالات ذات علاقة

زر الذهاب إلى الأعلى