يشكل استحواذ المملكة على لعبة بوكيمون جو علامة فارقة في صناعة الألعاب والمشهد الثقافي والجيوسياسي الأوسع.
في الشهر الماضي، أعلنت شركة Niantic، الاستوديو الذي يقف وراء لعبة Pokémon Go ، عن بيع قسم الألعاب المحمولة الخاص بها إلى Scopely ، وهي شركة مطورة مملوكة لصندوق الاستثمار العام في المملكة العربية السعودية (PIF) .
بهذه الصفقة البالغة قيمتها 3.85 مليار دولار، تُعزز المملكة دورها كلاعب عالمي في صناعة الألعاب، إلا أن تداعياتها تتجاوز الترفيه بكثير.
لسنوات، اعتُبرت ألعاب الفيديو مجرد تسلية، لكنها أصبحت الآن صناعة ثقافية مهيمنة في عصرنا، تُشكل أسلوب سرد القصص والتعبير الفني، بل وحتى التأثير الوطني.
فيما أفادت شركة GII Global Information أن قيمة سوق برمجيات ألعاب الفيديو العالمية بلغت حوالي 269 مليار دولار أمريكي في عام 2024.
ومن المتوقع أن تصل إلى 304 مليارات دولار أمريكي في عام 2025، ثم إلى 721 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2034.
وعلى النقيض من ذلك، فإن إيرادات شباك التذاكر السينمائي العالمية ستصل إلى 33 مليار دولار فقط في عام 2025، وفقًا لشركة Gower Street Analytics .
تتميز ألعاب الفيديو بقدرتها على غمر الجمهور، إذ تمزج بين السرد التفاعلي والتكنولوجيا المتقدمة، ولم تعد الألعاب قطاعًا متخصصًا، بل أصبحت تُسهم في تطوير مجالات ثقافية أخرى، من السينما والأدب إلى الفن المعاصر، وحتى مدن الملاهي.
في البداية، رأينا ألعابًا مُقتبسة من أفلام. ثم ظهرت أفلام مستوحاة من ألعاب الفيديو، مثل Pixels وAssassin’s Creed وTetris .
لكن اليوم أصبحت العلاقة بين الألعاب والقطاعات الثقافية الأخرى أكثر تشابكا.
على سبيل المثال، تُعدّ ألعاب الفيديو أدوات تعليمية فعّالة، حيث يستكشف الكثيرون الآن التاريخ والثقافة العربية.
وتُعيد لعبة أساسنز كريد: ميراج من يوبيسوفت إحياء العصر الذهبي لبغداد، بينما تُجسّد لعبة سبأ: فجر جديد من كشكول جيمز التراث الإماراتي، مُقدّمةً للاعبين تجربة تاريخية غامرة.
تُدخل الألعاب أيضًا التفاعلية إلى الوسائط التقليدية السلبية، وقد تبنّت الأدبيات هذا المفهوم من خلال أجهزة تفاعلية مثل INK Console ، مما يجعل القراءة ديناميكية.
كما تعكس سلسلة Netflix التفاعلية تأثير الألعاب، مما يسمح للمشاهدين بتشكيل سرديات مثل ألعاب تقمص الأدوار.
اقرأ أيضًا: شركة سكوبي السعودية تستحوذ على مطور لعبة بوكيمون جو في صفقة بقيمة 3.5 مليار دولار
