أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيطبق ضوابط تصدير على لقاحات فيروس كورونا المُنتجة في أراضيه، وسط خلاف حول نقص في التسليم.
وقالت المفوضية الأوروبية إن “حماية مواطنينا وسلامتهم هي أولوية والتحديات التي نواجهها الآن لم تترك لنا خيارا سوى اتخاذ إجراء”.
والاتحاد الأوروبي في نزاع علني مع شركة أسترازينيكا للصناعات الدوائية بشأن الإمدادات.
وتتعرض الكتلة لضغوط متزايدة بسبب الوتيرة البطيئة لتوزيع اللقاح.
ويأتي ذلك في الوقت الذي نشرت فيه المفوضية الأوروبية عقدها مع شركة أسترازينيكا للصناعات الدوائية لشراء لقاح كوفيد 19، وسط خلاف بشأن الإمدادات.
وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من قيام رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بزيادة الضغط على الشركة بشأن قرارها خفض الإمدادات إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت للإذاعة الألمانية إن العقد الموقع في أغسطس/ آب تضمن “أوامر ملزمة” وطالبت بإيضاح الأمر.
وقرر الاتحاد الأوروبي نشر العقد في محاولة لدعم حجته بأن الشركة تتراجع عن التزاماتها.
وتم حجب أجزاء كبيرة من العقد، الذي نُشر بموافقة أسترازينيكا، لحماية المعلومات الحساسة.
وتشمل الأجزاء المحجوبة الفقرات التي تتناول التكاليف وتواريخ التسليم والملكية الفكرية.
وبعد النشر، دار جدل حول العبارة الواردة في العقد والتي تقول “أفضل جهد ممكن”.
ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي إن شركة أسترازينيكا طُلب منها إرسال بعض الجرعات المصنعة في بريطانيا إلى أوروبا لتعويض النقص، لكن الشركة قالت الأربعاء إن عقدها للإمدادات البريطانية حال دون ذلك.
وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي مطلع على المحادثات لبي بي سي إن منشآت أسترازينيكا في بريطانيا ملزمة بتزويد الاتحاد الأوروبي باللقاح.
وقال المصدر”هذا ليس خيارا، إنه التزام تعاقدي … إعلان من أسترازينيكا بشأن المكان الذي سيتم فيه تصنيع مادة الدواء.” مصانع المملكة المتحدة ليست منشآت احتياطية”. وأضاف المصدر أنهم جزء من الشبكة الرئيسية.
ما هي المشكلة؟
كان اتفاق أغسطس/آب بشأن 300 مليون جرعة للاتحاد الأوروبي، ليتم تسليمها بعد موافقة الجهات التنظيمية، مع خيار 100 مليون جرعة أخرى.
لكن مصادر في الاتحاد الأوروبي قالت إنها تتوقع الآن الحصول على ربع إجمالي 100 مليون لقاح كانوا يتوقعون الحصول عليها بحلول مارس/آذار، وهو نقص بنحو 75 مليون لقاح.
ويتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط بعد الانتقادات بأن وتيرة التطعيم في العديد من الدول الأعضاء كانت بطيئة للغاية.
وقالت أسترازينيكا إن مشاكل الإنتاج تحدث في مصانعها في هولندا وبلجيكا.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، باسكال سوريوت، في مقابلة في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن العقد أجبر أسترازينيكا على بذل “قصارى جهدها” لتلبية طلب الاتحاد الأوروبي، دون إجبار الشركة على الالتزام بجدول زمني محدد، وهو تأكيد يعترض عليه الاتحاد الأوروبي.
وعند الإعلان عن نشر العقد، قالت المفوضية إنها رحبت بالتزام أسترازينيكا “تجاه مزيد من الشفافية في مشاركتها في إطلاق استراتيجية اللقاحات الأوروبية”.
كما انخفضت إمدادات لقاح آخر، وهو لقاح فايز-بايونتيك، بسبب مشكلات الإنتاج.
تحذير من “حرب لقاحات”
وقالت فون دير لاين في مقابلة إذاعية الجمعة: “هناك أوامر ملزمة والعقد واضح وضوح الشمس”.
“كان بند ،أفضل جهد ممكن، صالحا بينما كان لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بإمكانهم تطوير لقاح. لقد فات الوقت. اللقاح موجود”.
وقالت: “لقد أكدت لنا أسترازينيكا صراحة في هذا العقد أنه لا توجد التزامات أخرى تمنع التنفيذ”.
وتنتج أسترازينيكا اللقاح في مصانعها في بريطانيا أيضا ولم يتم الإبلاغ عن أي مشاكل في عقدها مع سلطات المملكة المتحدة.
ولن يعلق المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الجمعة على أي ترتيبات تعاقدية بين المملكة المتحدة وشركة أسترازينيكا، أو ما إذا كانت تتعارض مع اتفاقية الشركة مع الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث فقط إن بريطانيا “واثقة من إمداداتنا من اللقاحات” وإنها ملتزمة بخطتها لتوزيع اللقاحات.
وقال وزير مكتب مجلس الوزراء البريطاني، مايكل غوف، الأربعاء إن الإمدادات البريطانية لن تنقطع.
لكن فون دير لاين أصرت على أن عقد الاتحاد الأوروبي مع شركة أسترازينيكا أدرج مصنعين في المملكة المتحدة كمواقع إنتاج للقاحات موجهة إلى الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن المواقع الموجودة في بريطانيا مدرجة في جدول زمني للعقد ، ولكن مع عدم ذكر الأسماء.
وحذر مفوض العدل في الاتحاد الأوروبي، ديدييه رايندرز، من “حرب لقاحات”.
وفي حديثه للإذاعة البلجيكية، قال “دفعت مفوضية الاتحاد الأوروبي لتنسيق عقود اللقاحات نيابة عن الدول السبع والعشرين على وجه التحديد لتجنب حرب اللقاحات بين دول الاتحاد الأوروبي، ولكن ربما تريد المملكة المتحدة بدء حرب لقاحات”.
“التضامن مبدأ مهم من مبادئ الاتحاد الأوروبي. مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من الواضح أن المملكة المتحدة لا تريد إظهار التضامن مع أي شخص”.
إمدادات منخفضة في أوروبا
تم بالفعل تعليق عمليات التطعيم في بعض مناطق في أوروبا، وفي بعض الحالات تم إيقافها بسبب انقطاع توصيل لقاح فايزر-بايونتيك:
- في إسبانيا، في مدريد ومنطقة كانتابريا الشمالية أوقفت اللقاحات الأولى للتركيز على الجرعات الثانية لمدة أسبوعين على الأقل
- السلطات الصحية الإقليمية في فرنسا تؤخر مواعيد التطعيم. أكثر من 1.1 مليون شخص تلقوا اللقاح حتى الآن
- يقول عضو مجلس مدينة فيينا للصحة إن مشاكل النقل والتوصيل تؤدي إلى تأخير التطعيمات لمدة تصل إلى أسبوعين. وقال بيتر هاكر: “نحن نعمل بالفعل مع نقص حاد”
- كانت الحكومة الهولندية هي الأخيرة في الاتحاد الأوروبي التي بدأت برنامج تطعيم، وبحلول نهاية شهر يناير/ كانون الثاني لن يكون لدى هولندا أكثر من 757000 جرعة، معظمها من شركة فايزر. استندت استراتيجيتها في البداية على افتراض أن لقاح أسترازينيكا سيكون متاحا أولا.