كان لشخصية السيدة السورية “سما”، التي تجسدها الفنانة السورية رفاة الخطيب، تأثير كبير في رحلة كفاح “تونا”، الشخصية التي تجسدها الفنانة المصرية نيللي كريم في مسلسل “فاتن أمل حربي”، وهو العمل الذي حقق ومازال نسبة متابعة جماهيرية كبيرة في الموسم الدرامي الرمضاني الحالي.
وقالت الخطيب في حوار إعلامي إن المخرج ماندو العدل اختارها لتجسيد شخصية الجارة السورية، بعد أن درس نماذج فنية قدمتها في أعمال سابقة، وأضافت: “أنا معجبة بشدة بـ(فاتن أمل حربي)، بسبب الخطوط الدرامية الكثيرة التي تناولها، وملامسته للقضايا المختلف عليها في المجتمع المصري، خاصة ما يتعلق بقانون الأسرة، ومن تلك الخطوط خط إقامة السوريين في مصر، والمسلسل نجح بالفعل في خلق حالة من تباين الآراء حوله، ما بين متفق ومعارض”.
وبينت الخطيب أن مؤلف المسلسل إبراهيم عيسى، لم يغفل أمر السوريين في مصر، مضيفة: “نحن لسنا عابرين على المجتمع المصري، بل نحن ضمن نسيج المجتمع، فكل مناطق مصر بها أسر سورية أو مشاريع يمتلكها سوريون، فقد انصهرنا في المجتمع المصري، وأصبحنا جزءاً منه، وأصبحنا مرتبطين بمشاكل وأفراح المصريين، خاصة مع زيادة عدد الزيجات التي تجمع بين سوريين ومصريين، وأظن أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي جعل المؤلف يتناول ذلك الخط في العمل”.
وأكدت أن المسلسل رسخ فكرة أن السوريين ليسوا دخلاء على الشعب المصري، “فنحن شعبان مرتبطان بشكل كبير، وذلك بسبب التاريخ الطويل بين الشعبين، والكثير من الفنانين السوريين انتقلوا إلى مصر وأصبحوا مصريين، ولا أحد يعلم أن أصولهم سورية”.
وحول علاقتها ببطلة المسلسل الفنانة نيللي كريم، قالت الخطيب إنها من أجمل الشخصيات التي يمكن أن يقابلها المرء، “فهي متواضعة ومتعاونة جداً، وتتعامل مع الجميع كأنها تعرفهم منذ زمن طويل، وتتناقش، وتنصح الكل، وكنا نتحدث كثيراً عن سوريا والأكل السوري، والحياة في مصر وهكذا، فعلاقتي بها من أكثر العلاقات التي أعتز بها في حياتي، فهي إنسانة متواضعة، ولا تتعامل على أنها نجمة، لذلك كل المشاهد معها كانت طبيعية”.
وحول قضية المسلسل الرئيسية، قالت الخطيب: “بالنسبة للقضية الرئيسية للعمل، وهي معاناة السيدات قانون الأسرة، عاصرت الكثير من تلك القصص في محيطي الخاص، وقصص محزنة جداً، لذا أنا مدركة تماماً لأهمية تلك القضية، وبرأيي هو انتصار للفكرة وانتصار على الظلاميين الرافضين للتطوير، وانتصار للمظلومات من القانون وللمظلومين من الرجال، فهناك الكثير من الرجال يعانون قانون الأحوال المدنية أيضاً ولكن النساء أكثر”.
وقالت الخطيب: “هناك نساء في المجتمع ترفع لهن القبعة على مثابرتهن على تربية أبنائهن، وتنشئتهم بشكل سليم، على الرغم من معاناتهن مع القضايا والمحاكم، وعلى الرغم من عدم حصولهن على حقوقهن المادية إلا أنهن حريصات على تعليم أبنائهن ورعايتهن بأفضل طريقة ممكنة”.
ولفتت الخطيب النظر بقولها: “مشاكل قوانين الأسرة موجودة في سوريا والبلاد العربية أيضاً كما في مصر، لأن قوانين الأحوال الشخصية لا يتم النظر إليها باستمرار ولا يتم تحديثها بما يتناسب مع متغيرات الزمن، وذلك أمر ظالم جداً، لأن الحياة في الماضي لم تكن بنفس قدر التعقيد الذي هي عليه الآن، فلا بد من تحديث القوانين. لأن الزمن أصبح أسرع منا، ومشاكله غريبة، وهناك أمور لم نكن نسمع عنها أبداً، والتعاطي معها بنفس القوانين القديمة غير منطقي، فتجب مراجعة القوانين وتعديلها، وأعتقد أن ذلك سيساعد السيدات المطلقات في الاستقرار نفسياً واجتماعيًا، ما يعود على أبنائهن بالخير، حيث سيستطعن تربيتهم بشكل صحي نفسياً ومجتمعياً”.
إقرأ أيضاً: وفاء عامر تتحدث عن العمل الذي سحرها في رمضان