تاريخ طويل من النجاحات والإنجازات، صوت أشاد به العمالقة، وتعاملوا معه؛ حتى أصبحت سفيرة بلدها إلى العالم؛ فحملت لقب وطنها في اسمها.. إنها النجمة لطيفة التونسية، التي قدمت ما يزيد على 30 ألبوماً، ومئات الأغاني الناجحة، إلى جانب التمثيل في السينما، والتلفزيون، والمسرح، وتقديم البرامج الفنية، وهي فنانة موجودة دائماً في أهم المحافل الثقافية والإعلامية والفنية.. شغلت لطيفة، مؤخراً، وسائل التواصل الاجتماعي بمجموعة إطلالات ومناسبات؛ بعد أن قدمت أغنية في جائزة الصحافة العربية، التي أقيمت في «إكسبو 2020 دبي»، كما كانت بين كوكبة النجوم الذين مروا في جائزة «جوي أوردز» بالرياض، وقد لفتت الأنظار بتعاملها مع جمهورها، ولأننا في بدايات الشهر الفضيل؛ بدأنا حوارنا معها من أجواء رمضان:
• ماذا يعني لك الشهر الكريم؟ وأين تفضلين قضاءه؟
– بدايةً.. كل عام والأمة الإسلامية بخير، وأدعو الله أن تدوم نعمة الخلاص من جائحة «كورونا»، التي أفقدتنا نكهة هذا الشهر في العامين الماضيين. أنا أقضي رمضان أينما تكون أمي وإخوتي؛ فقد قضيناه في تونس والإمارات ومصر، وهذا العام سأكون في مصر مع أهلي وإخوتي، ورمضان يعني لي: العائلة، والصلاة، والدعوات، فهذا الشهر أحبه وأخشاه؛ لأنني فقدت والدي في هذا الشهر؛ لذلك أواظب على الصلاة والدعاء، خلاله، بأن يجنبنا الله الأمور السيئة.
• المنتخب التونسي تأهل لكأس العالم.. ماذا تعني لك الرياضة؟ وهل من واجب الفنان دعم فريق بلاده؟
– أنا لا أتمالك نفسي إذا كان يلعب المنتخب التونسي، أو المصري، أو أي منتخب عربي، وبالطبع أشجع فريق بلادي بشغف، فقد قدم مجهوداً رائعاً، والمباراة الفاصلة لم تكن سهلة مطلقاً، وأتمنى حظاً أوفر للفريق المصري، الذي شعرت بالحزن الشديد عليه؛ لدرجة أنني لم أستطع نشر شيء عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ لأنني حزنت من الداخل، للأسف تعرضوا لمؤامرة.. من الليزر، والحكم.
• عالمياً.. من تشجعين؟
– تونس، ومصر، والسعودية، وليفربول، وريال مدريد.
حفل عالمي
• رصدناك في زيارات متتالية إلى السعودية، وإلى الآن لم يترجم هذا الحضور إلى حفلات.. لماذا؟
– أتمنى أن يترجم عندما تحين فرصة، وأشكر هيئة الترفيه، وأشكر المستشار تركي آل الشيخ، الذي أحدث نهضة فنية في المملكة.
• كان لك رأي في حفل نوال الكويتية، الذي لفت نظرك.. هل لك أن تخبرينا عنه!
– أنا هنأتها في الحفل، وإذا سألتني: ما المسرح الذي تتمنين أن تقفي عليه؟ فسأقول: على مسرح شبيه بما قدمته نوال الكويتية، فأنا دائماً أتمنى أن أقدم عرضاً كهذا، كما تمنت هي، فهو عرض متكامل غناء وحركة وفريق محترف.
• أنت صاحبة التاريخ والأغاني الخالدة لست قادرة على تقديم عرض كهذا.. هل هذا معقول؟
– أنا قدمت شيئاً قريباً منه، لكن مثله صعب؛ لأنه بحاجة إلى إنتاج ضخم. أما ما يشبهه فقد قدمت الكثير في بيت الدين، وقرطاج، وتونس، وكان مجهوداً فردياً مني، وليس دعماً من هيئة أو وزارة، لكن الجهد الذي بذل لنوال قدم بإتقان عالمي من حيث مستوى الصوت، والإضاءة، والراقصين العالميين.
• ودعنا «إكسبو 2020 دبي».. حدثينا عن مشاركاتك فيه، وأبرزها!
– تعد مشاركتي في هذا المعرض العالمي شرفاً لي، وأبرز مشاركاتي كانت في جائزة الصحافة العربية، وما زادني فخراً أنني غنيت من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم؛ لأنه إذا كان هناك شيء يعبر عما بداخل لطيفة فهو قلمه؛ لأن كلماته هادئة وقوية ومعبرة، وتحتوي دائماً رسالة: «قالوا يغرد خارج السرب وانتقدوا.. يكفي بأني الغريد يا عرب»، ويكفي أن لدينا غريداً يحب وطنه وأمته العربية، وهذا شرف لي أن أغني للمرة الرابعة من كلمات سموه.
• كلمة الصحافة، اليوم، في ظل «السوشيال ميديا» ماذا تعني لك؟
– الصحافة، اليوم، مكتملة مع «السوشيال ميديا»؛ لأن في داخلها صحافة نزيهة ومحترمة وصادقة حتى في «السوشيال ميديا». أما الصحافة الورقية، فهي ليست بأفضل حال، لكن أنا شخصياً أحب الورق، وأحب القراءة. وإذا سألتني: ماذا تعني لك الصحافة؟ فسأقول لك: هي مرآتي الصادقة، التي كبرت ونجحت معها، وهناك بعض الأقلام العربية العظيمة التي أمسينا معها كعائلة واحدة، فهناك صحافة نزيهة، تعلمت من روادها أن أصحح واقعي الفني من خلال نقدهم البناء، أما من ينتقدني بطريقة هدامة؛ فأعتبره غير موجود.
تلميذة السنباطي
• جربت أن تكوني بمقعد الصحافة، ولو تجاوزاً، من خلال برنامجَيْن، هما: «يللا نغني» و«حكايات لطيفة».. كإعلامية كيف تقيمين هذه التجربة، ولماذا لا تكررينها؟
– كان ممتعاً جداً «يللا نغني»؛ فقد قدمنا منه موسمين، وكان من المفترض أن يكون هناك موسم ثالث، وبسبب ظروف ما لم نكمله. أما «حكايات لطيفة» فمختلف تماماً، وكلاهما نجح بشكل كبير، والذي استمتعت به في هذه التجارب أن من كنت أحاورهم لم يعرفوا كم أنا معجبة بهم وبعملهم، وكم هم قريبون مني، فهاني شاكر مثلاً لم يكن يعلم أني أحفظ أغانيه منذ الصف الأول الإعدادي، وأحتفظ برد على رسالة أرسلتها له كمعجبة، وأنا في الصف الثاني الإعدادي. وراغب خرجنا معاً، ونجحنا في «الديو» الذي قدمته معه، فـ«حكايات لطيفة» وصل إلى الملايين على «يوتيوب». والجميل في هذا الأمر أنني أجلس مع زملائي، وأحاورهم. وأتمنى أن يكون هناك موسم جديد منه.
• مَنْ غير هاني شاكر كنت تكنين له الإعجاب في البدايات؟
– كنت معجبة بعزيزة جلال، وأصبحنا صديقتين منذ فترة؛ فقد كنت أعشقها جداً؛ لأنها ابنة السنباطي، وأنا تلميذة مجتهدة له.
• اليوم.. بعد هذه المسيرة الجميلة، هل هناك صوت معجبة به؟
– هناك أصوات جميلة، مثل أحمد الربيعي من تونس، فصوته من أروع الأصوات التي سمعتها، وأحب صوته كثيراً، وأتمنى أن ينجح على الصعيد العربي، وأيضاً داليا مبارك، التي أحب ما تقدمه من فيديوهات مختلفة، وهناك «ألماس» الإماراتية، التي اخترتها في حملة «سبوتيفاي».. انظر أين وصلت؛ لأنني كنت مقتنعة بها.
• ما جديدك حالياً؟
– لديَّ «ميني ألبوم» يضم 6 أغانٍ إلى الآن، أنجزنا خمساً، وصورنا فيديو كليب لاثنتين منها، وسيراه الناس في العيد، وهو ألبوم منوع يضم لهجات مصرية وعراقية وتونسية.
• «أقوى واحدة» آخر ألبوماتك وقدمته مع بداية «الجائحة»، وكان يحوي رسالة للمرأة.. هل ستضم جميع الألبومات هذه الرسائل اليوم؟
– لا.. أنا سأكمل الحملة التي عملتها «أقوى واحدة»؛ لأنها وصلت إلى مرحلة قوية وجميلة، وقمنا بدعم أكثر من 150 امرأة في مصر، ومن كل الجنسيات، وهؤلاء النسوة تهيأن للعمل، ويملكن آلات خياطة، ومنهن من دمجناهن في العمل بأماكن عدة، وسنصل إلى 500 امرأة بعد العيد.
• لو عبرت بشريط الذاكرة في حياتك.. ما السنة التي تستثنينها، وما التي تحتفظين بها وتعتبرينها السنة الذهبية؟
– لا ألغي أو أستثني أي سنة من عمري، فأنا سعيدة وراضية، وممتنة لله على كل ما أعطاني. أنا عملت واجتهدت وسعيدة بما وصلت إليه، ولا أحد له فضل عليَّ، أنا تعبت وعملت شركتي وإنتاجاتي، وأنا فخورة بنفسي؛ لأن أمي ربتني على ذلك.
إقرأ أيضاً: منة عرفة: لجأت لطبيب نفسي وأعتذر لمحمد نجاتي
جمهور مخلص
• لنقف عند علاقتك بالجمهور.. مؤخراً، ظهر فيديو لفتاة معك كانت سعيدة جداً؟
– بينما كنت في زيارة إلى المملكة، أتتني دعوة من جمعية للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذهبت وسعدت جداً، لكن هناك ثلاث فتيات وولد صغير ركضوا نحوي ليتصوروا معي، ساعتها شعرت بفرحة غامرة تجاههم، وهذه الزيارة أثرت فيَّ جداً. أتمنى أن أعمل حفلة في السعودية، وتأتي «بدرية» لحضورها.
• ماذا تقولين لجمهورك؟
– أقول لهم إنني واحدة منهم، فأنا لديَّ جمهور مخلص، يقف في ظهري، ويساندني، ويحتفل بأغانيَّ، ولديَّ جمهور أكتشفه كل يوم.
• كيف تهتمين بإطلالتك وجمالك؟
– أنا أحب الطبيعة كثيراً، وأمارس الرياضة، فأنا إنسانة صحية، ومن الناس الذين لا يخرجون إلا للأمور المهمة، وأنام وأصحو مبكراً.