لماذا يريد الجيش الروسي السيطرة على سيفيرودونيتسك الأوكرانية مهما كلّف الثمن؟

بقلم:  يورونيوز


دبابات أوكرانية متوجهة نحو منطقة دونباس

  –  
حقوق النشر 
Francisco Seco/AP

تشكل مدينة سيفيرودونيتسك آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوهانسك التي تريد موسكو “تحريرها” بحسب الأهداف التي أعلنها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فجر 24 شباط/فبراير، لحظة بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. 

ودمر القصف الروسي الذي استمر لأسابيع الجزء الأكبر من البنى التحتية في المدينة، ثم دخلتها ميليشيات ما يعرف بـ”جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين” مدعومة من الجيش الروسي. 

والإثنين وصلت القوات الروسية إلى وسط المدينة، حيث قال مسؤول أوكراني، وهو حاكم منطقة لوهانسك، إن معارك شوارع تدور حالياً مع”الغزاة”، معارضاً ما قاله أمس الأحد، الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، الذي أعلن السيطرة الكاملة على سيفيرودونيتسك.

ومنذ بدء النزاع المسلح ترك نحو 90 بالمئة من السكان المدينة التي تعتبر القلب الصناعي لمقاطعة لوهانسك، بينما دمرت الحرب نحو 60 بالمئة من المباني والمساكن بحسب الجهة الأوكرانية. 

لماذا يريد الروس السيطرة على هذه المدينة؟

السيطرة الروسية على سيفيرودونيتسك تعتبر نصراً استراتيجياً، إذ أنها ستمثل تحقيقاً لأحد الأهداف التي حددها سيد الكرملين، فلاديمير بوتين، وتفتح الطريق أمام موسكو للسيطرة على منطقة دونباس كلها. 

والأسبوع الماضي، قال حاكم المنطقة سيرهي هيداي، إن الروس “يضعون كلّ ما لديهم” للسيطرة على المدينة، وهذا ما أكده المعهد الأميركي لدراسة الحرب منذ أيام في منشور يومي مخصص لتطور الأحداث في أوكرانيا. 

ويحاول الجيش الروسي أيضاً السيطرة على المدينة التوأم لسيفيرودونيتسك، ليسيتشانسك، وقطع الطرق باتجاه المدينتين. وفي حال نجحت القوات الروسية بذلك، فمن شأن الانتصار أن يفتح لها طريقاً نحو غرب أوكرانيا.

ويقول ميشال غويا، الخبير العسكري الفرنسي لوكالة فرانس برس، إن “الروس تمكنوا من الاقتراب خلال عطلة نهاية الأسبوع من مدينة سوليدار وسيفيرسك، انطلاقاً من أزورني في الشمال. ويضيف أن ما يبلغ 1/6 من القوات الأوكرانية البرية وجدت نفسها في الفخ”. 

لماذا يُقارن وضعها بماريوبول؟

قال أولكسندر ستريوك، رئيس بلدية المدينة إن 15 ألفاً من سكانها بقوا فيها، من أصل 100 ألف منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في أواخر شباط/فبراير. وهذا ما حصل إلى حد ما في ماريوبول.  

ويقول المعهد الأميركي لدراسة الحرب “كأن السيطرة على المدينة بالنسبة إلى الكرملين تعني الانتصار في الحرب”. 

إضافة إلى ذلك، لجأ بعض من سكان سيفيرودونيتسك للاختباء في مصنع آزوت، وهو مجمع كبير المساحة أيضاً (6 كيلومترات مربعة)، تماماً كما حصل في آزوفستال بماريوبول.  

وتقول مصادر موالية لروسيا إن عدد الجنود الأوكرانيين في مدينتيْ سيفيرودونيتسك وليسيشانسك بالآلاف، وتحاول القوات الروسية تطويقهم لإجبارهم على الاستسلام في نهاية المطاف، كما حصل في مجمع الصلب، آزوفستال، في ماريوبول. 

ولا يمكن ليورونيوز التحقق من هذه الأرقام. 

محاولات أوكرانية لصدّ الروس

منذ أسبوعين يحاول الجيش الأوكراني إبطاء تقدم القوات الروسية عن طريق زرع الألغام وتفجير الممرات البرية من جسور وسكك حديدية، تربط الأراضي التي تسيطر عليها روسيا الآن، بالمدينة. 

وتبقى هناك طريق إمدادات كبرى واحدة وهي T1302 تربط سيفيرودونيستك ببلدة باخموت إلى الغرب، تستخدمها القوات الأوكرانية. وتنقل “فوربس” الأميركية عن مسؤول عسكري أوكراني قوله إن قطع هذه الطريق سيضع جيب المقاومة في وضع صعب. 

“تدهور في الوضع العسكري”

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الجمعة، أن “تحرير” منطقة لوهانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، “شارف الانتهاء”، خلال إعلانه السيطرة التامة على ماريوبول. 

ومنذ أسبوع تقريياً اعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية، أولكسندر موتوزيانك، بأن هناك “تدهور في الوضع” في المنطقة، متحدثاً عن غزارة نيران القوات الروسية عليها. 

بالنسبة لموسكو، إن سقوط سيفيرودونيتسك، إحدى أكبر المدن في منطقة لوهانسك، وبعدها ليسيشانسك، سيشكل نصراً استراتيجياً آخر، بعد ذلك الذي تم تحقيقه في ماريوبول الساحلية، لا بل أنه سينهي ما تسميه موسكو “العملية العسكرية الخاصة لتحرير” منطقتي لوهانسك ودونيتسك.

Exit mobile version