17/3/2022–|آخر تحديث: 17/3/202203:00 PM (مكة المكرمة)
اتهمت أوكرانيا روسيا بقصف مسرح في مدينة ماريوبول أمس الأربعاء كان يحتمي به أكثر من ألف مدني، وسط توقعات بوجود ناجين تحت الأنقاض، ونفت روسيا الأمر، بينما نشر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف صورا لمقاتلي النخبة الشيشانيين في المدينة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء “في ماريوبول ألقى سلاح الجو الروسي عمدا قنبلة على مسرح الدراما في وسط المدينة والمبنى دمر”، مضيفا أن “عدد القتلى لم يعرف بعد”، ومشيرا إلى سقوط “مئات” الضحايا.
وتابع زيلينسكي “يجب على العالم أن يعترف أخيرا بأن روسيا أصبحت دولة إرهابية”.
وأكدت نائبة برلمانية أوكرانية ظهر اليوم أنه تم إنقاذ 130 شخصا من تحت أنقاض المسرح.
وكان بترو أندروشينكو مستشار رئيس بلدية ماريوبول قد قال لرويترز “صمد مخبأ القنابل. الآن يجري رفع الأنقاض. يوجد ناجين ولا نعلم (عدد) الضحايا حتى الآن”، مضيفا أن أعمال الإنقاذ مستمرة للوصول إلى الناجين.
وفي وقت سابق، أكدت بلدية ماريوبول أن “أكثر من ألف” شخص كانوا داخل المسرح، كما رأى رئيس البلدية فاديم بويتشنكو أن هذا الهجوم هو “مأساة مروعة”، مضيفا في تسجيل فيديو أن “الناس كانوا مختبئين هناك. بعضهم حالفهم الحظ بالبقاء على قيد الحياة لكن للأسف هذا لا ينطبق على الجميع”.
وتابع أن “الكلمة الوحيدة لوصف ما حدث اليوم هي إبادة جماعية… إبادة جماعية لأمتنا وشعبنا الأوكراني”.
من جهته، وصف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الهجوم بأنه “جريمة حرب مروعة”، وطالب عبر تويتر بإنقاذ المدينة.
Another horrendous war crime in Mariupol. Massive Russian attack on the Drama Theater where hundreds of innocent civilians were hiding. The building is now fully ruined. Russians could not have not known this was a civilian shelter. Save Mariupol! Stop Russian war criminals! pic.twitter.com/bIQLxe7mli
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) March 16, 2022
مصير حلب
وفي لقاء سابق مع الجزيرة، وصف فاسيل ميروشنيتشينكو مستشار وزير الدفاع الأوكراني القصف الروسي على مدينة ماريوبول بأنه شبيه بما تعرضت له مدينة حلب السورية.
وبدورها، قالت بلقيس والي من منظمة هيومن رايتس ووتش “يثير هذا مخاوف كبيرة إزاء الهدف الذي كان مقصودا في مدينة المدنيون فيها محاصرون بالفعل منذ أيام وحيث الاتصالات والكهرباء والمياه والتدفئة مقطوعة بشكل كامل تقريبا”.
وتعد المدينة هدفا إستراتيجيا رئيسيا لموسكو، فالسيطرة عليها تسمح بربط القوات الروسية في شبه جزيرة القرم بإقليم دونباس، وتمنع وصول الأوكرانيين إلى بحر آزوف.
وعلى مدى أيام قصفت القوات الروسية المدينة التي كان يسكنها نحو نصف مليون نسمة، وقطعت عنها إمدادات الطاقة والغذاء والمياه.
وأظهرت صور أقمار صناعية، نشرتها الشركة الأميركية لتقنيات الفضاء مكسار، ملتقطة قبل 3 أيام للمسرح، كلمة “أطفال” مكتوبة على الأرض بأحرف بيضاء كبيرة باللغة الروسية أمام المبنى وخلفه.
نفي واستعراض
في المقابل، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم إن الاتهامات بقصف المسرح “كاذبة”، وأضافت خلال إفادة “القوات المسلحة الروسية لا تقصف البلدات ولا المدن”.
وسبق أن نفت وزارة الدفاع الروسية توجيهها ضربة جوية إلى المسرح، وأكدت أنها لم تنفذ أي مهام تتعلق بضربات على أهداف برية في مدينة ماريوبول، وقالت إن كتيبة آزوف القومية الأوكرانية دمرت المبنى.
أما سفارة روسيا في واشنطن فقالت إن المزاعم بتورط قوات روسيا في الهجوم على المسرح هي “تزييف من وسائل إعلام أميركية”، مؤكدة أن الطيران الروسي لم ينفذ أي ضربات على أهداف داخل حدود ماريوبول بعد ظهر أمس.
وأضافت “لدينا معلومات تفيد بأن مسلحي آزوف الأوكرانية احتجزوا مدنيين رهائن في مسرح ماريوبول”.
ومن جهة أخرى، نشر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف مقطعا مصورا قال إنه لمقاتلين شيشانيين من النخبة يشاركون في عملية السيطرة على مدينة ماريوبول.
واعتبر قديروف أن مقاتلي القوات الخاصة الشيشانية يقاتلون بمزاج عال، مضيفا أن ماريوبول ستتغير قريبا وتتحول إلى مدينة مزدهرة تعيش حياة هادئة، وفق تعبيره.