وصفت الفنانة اللبنانية، ماغي بوغصن، حياتها بـ”الصعبة والقاسية”، تعرضت خلالها لخيبات وصفعات كثيرة، عاشت فيها تجارب مريرة، أبرزها: زواجها المبكر والمخيب، والمرض الذي لازمها لأكثر من ثلاث سنوات.
وحمَّلت بطلة مسلسل “للموت” نفسها مسؤولية هذه المعاناة، كونها توجهت إلى الله في إحدى ليالي القدر، داعية أن يصعب عليها حياتها.
وفي التفاصيل التي عرضتها ماغي، خلال لقاء حشد من الإعلاميين والصحافيين والمهتمين، ضمن فعاليات مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة”، الذي أقيم في الأردن، قالت إن والدتها طلبت منها في أحد أيام شهر رمضان أن تدعو الله بما تريد؛ كون هذه الليلة هي ليلة القدر التي لم تكن تعرفها بعد، فتوجهت بالدعاء دون وعي منها، طالبة أن تكون حياتها قاسية وصعبة، وهو الأمر الذي حدث معها لاحقاً في الكثير من تفاصيل قصتها في الدنيا، ورغم دعائها بعد ذلك لأكثر من مرة بأن تزول هذه الصعاب، وتكون حياتها أفضل وأسهل إلا أن ذلك لم يحدث لها.
صعوبات في قصتي
قالت بوغصن إن أكثر الصعوبات التي واجهتها كان زواجها المبكر الذي صدمها عندما كانت طفلة، واضطرت لأن تواجه المحاكم، وتذهب لمخافر الشرطة بعمر صغير، وتم منعها من العودة لأهلها، وأن تلك الحقبة شكلت خطراً حقيقياً عليها وعلى استمراريتها، إلا أنها استطاعت النجاة والفوز في النهاية، ورسمت مسيرتها بعد عودتها لوالديها بشكل صحيح فكانت أولى خطواتها إكمال دراستها، مؤكدة أن ما أنقذها من تلك المأساة كان حب العائلة وعدم فقدانها للأمل بجميع لحظات الألم التي عاشتها، واصفةً الدنيا بأنها مليئة بالشر والأشرار، رغم وجود بعض الخيرين، الذين يمنحون الأمل والأمان لغيرهم. مقدمة وعداً بتقديم عمل يسلط الضوء على الزواج المبكرة، الذي اعتبرته “جريمة متكاملة الأركان”.
وتطرقت، كذلك، إلى الأوقات العصيبة والمرعبة التي عاشتها بعد اكتشاف إصابتها بمرض السرطان، ومرافقته لها لثلاث سنوات قبل أن تقوم بإجراء العملية الخاصة بإزالة الورم، رغم إحساسها قبل دخولها العملية بأن المرض لن يهزمها ولن تغادر الدنيا بسببه، إلا أنها عاشت لحظات خوف شديد ليس على نفسها وإنما على أولادها وزوجها ووالديها، وكان دعاؤها دائماً ألا تكون سبباً في حزن أحبائها وتعاستهم.
ووصف ماغي الموت بأنه أكبر الأسرار التي تخافها، ورغم إبلاغ الأطباء لها بوجود احتمالات كبيرة بإصابتها بشلل نصفي فإنها لم تخف كون بقائها على قيد الحياة كان همها الأكبر آنذاك، واصفة شفاءها وعودتها لحياتها الطبيعية بالأعجوبة التي يصعب تصديقها.
أحلامي تحققت
كان حلم الأمومة هو أول الأحلام التي راودتها منذ الصغر وقدد حققه الله لها، ورغم المعارضة الشديدة من قبل الأهل لدخولها عالم الفن، فإنها بقيت تحلم كثيراً بأن تظهر بالتلفزيون، ويشاهدها الناس تمثل وتغني وترقص، وفي بداياتها استمرت معارضة أهلها حتى اقتنعوا بموهبتها وبما تقدمه وباتوا راضين بطريقها الذي اختارته.
وتشير بوغصن إلى أنها لاتزال تحلم وتستمتع بأحلامها، واصفة لذة الحلم بأنها أجمل بكثير من لذة تحقيقه، فالحلم هو الحياة بنظرها.
الحظ والنجاح والرمز
قد يمنح الحظ الإنسان نجاحاً مؤقتاً لكنه لن يستمر فيه إذا لم يكن أهلاً له، وهذا هو المنطق الذي تؤمن به النجمة اللبنانية ماغي بوغصن، وفق حديثها.
وتؤكد أنها ليست من المؤمنين بالحظ، وإنما بالعمل الجاد والمثابرة، وأن المكانة التي وصلتها لم تكن حظاً ولا صدفة، وإنما نتاج تعب وسهر ووجع، والوقت دائماً كفيل بأن يثبت جدارة الناس من عدمها.
وترفض بوغصن وصفها بالرمز، وتقول: “لست رمزاً لأحد، رغم أنني حريصة جداً بكل تصرفاتي وحتى ملابسي وظهوري عبر منصات السوشيال ميديا وما أنشره فيها، كوني لديَّ متابعون كثر بأعمار صغيرة، ولكني في النهاية بشر مليئة بالأخطاء لأنه لا يوجد بشر كامل، وأقدم النصائح التي أتعلمها من أخطائي، وأحاول أن أجنب الآخرين الوقوع بنفس الأخطاء التي وقعت بها، أنا لست رمزاً أنا أخطئ وأصيب”.
وتضيف أنها ليست من الأشخاص الذين يبررون تصرفاتهم، فهي تقوم بما تقتنع به، والذي يريد فهمه بشكل صحيح فله التحية، والذي يفسره بطريقته الخاصة فهو حر.
وتطرقت ماغي إلى الشهرة وطرقها، وأن بعض النجوم يتعمدون الشهرة بفضيحة، فتقول: “ليس مهماً أن تكون مشهوراً، وإنما المهم بماذا تشتهر”.
الفن والقرار
لا تهتم صاحبة شخصية “سحر” في مسلسل “للموت”، بأن يكون الفن مؤثراً بصناع القرار، وتقول إن هذا ليس مطلوباً، بقدر أهمية أن يؤثر الفن بالناس أولاً، ليتحركوا ضد الأخطاء، وليقفوا بوجهها، وعلى سبيل المثال عندما قدمت دور “كفى”، وهي شخصية حقيقية تعرضت للتعنيف حتى الموت، كان هذا الدور كفيلاً بالتأثير بالنساء المعنفات، وبتن يخرجن ويقلن لا، ويتقدمن بشكاوى في المحاكم تحفظ حقوقهن، وتجرأن على قول: “لا” لواقعهن.
وفي حديثها، أكدت أن صديقاتها بالوسط الفني قليلات، خاصة أنها تعرضت للخذلان من الكثيرات، وتلقت صفعة من صديقة مقربة، لكنها تشكر الله دائماً عندما تقف أمام المرآة.
إقرأ أيضاً: عمرو دياب يحذر هؤلاء من استخدام اسمه!
وأشارت لأصعب الأدوار التي قدمتها، وهو دور “سحر” في مسلسل للموت، واصفة “سحر” بالشخصية القاسية والثقيلة، كذلك عندما قدمت في أحد مسلسلاتها شخصية أم فقدت أولادها بمجزرة، وبقيت تتعامل مع الناس على أنهم مازلوا على قيد الحياة.
وختمت بالقول إنها تريد أن تبتعد عن العمل لوقت طويل، وتمنح هذا الوقت لأولادها وعائلتها.
