في رصيده 30 سنة من التجارب المتنوعة من السينما والمسرح والدراما التلفزيونية، منها 10 أفلام سينمائية طويلة، إلى جانب عشرات المسلسلات والمسرحيات. ويستعد، حالياً، لافتتاح أكاديمية فنية، يقدم فيها دروساً في التمثيل والمسرح لجيل الشباب؛ ليقدمهم – لاحقاً – في عمل فني ضخم يعكف على تحضيره. إنه الفنان التونسي محمد علي بن جمعة، الذي يرفض أن يستنسخ المثاليات في أدواره، بل يبحث عن التنوع، ويدافع عن حرية الفكر والثقافة، ويحلم بالمشاركة في الإنتاجات العربية المشتركة.. التقته «زهرة الخليج»؛ فكان هذا الحوار:
• ما أهم المحطات، التي شكلت مسيرتك الفنية؟
– 30 سنة من العمل والاجتهاد، بين المسرح والتلفزيون والسينما، وحتى عروض الأزياء، كثيرة هي المحطات التي شكلت شخصيتي الفنية الحالية. في السنوات العشر الأولى، عملت مع المخرج التونسي فاضل الجزيري، وتعلمت منه دقة الملاحظة والصبر والسينوغرافيا. في العشرية الثانية، تعلمت من المخرج التونسي فاضل الجعايبي، وكنت محظوظاً جداً لأنني مثلت مع سيدة المسرح التونسي جليلة بكار في مسرحية «جنون»، ودامت المغامرة 5 سنوات من العروض حول العالم، ثم صورناها فيلماً سينمائياً. أما في العشرية الثالثة، فاقتحمت فيها ميدان الإخراج، وتصوير المسلسلات، وغيرها من الأعمال المتنوعة.
• قدمت العديد من الأعمال العربية المشتركة.. أي هذه التجارب تعتبرها الأقوى والأبقى؟
– اشتقت إلى سوريا؛ لأن أولى تجاربي الدرامية كانت مع سيف الدين السبيعي، وكان لي الشرف أن أقف أمام الممثلة القديرة منى واصف في مسلسل «فسحة سماوية»، كما اشتقت إلى المخرج التونسي الكبير شوقي الماجري، رحمه الله، فقد ترك فراغاً كبيراً في نفوسنا. والجميل في الوقت الحالي، هو وجود العديد من المنصات، مثل: «شاهد»، و«نتفليكس»، التي تعرض أعمالاً عربية مشتركة، وكسرت حاجز اللهجات العربية. أمنية حياتي أن أمثل في أعمال عربية مشتركة بشخصية تونسية، دون أن تكون هناك عوائق بخصوص فهم اللهجة؛ فمن الجميل أن يتدرب المشاهد العربي على فهم جميع اللهجات العربية.
• قدمت مؤخراً بعض الأعمال التي أحدثت جدلاً كبيراً، ما رأيك في هذه الأعمال؟
– هذا صحيح؛ فنحن نعيش، اليوم، على وقع العديد من الإنتاجات العربية، التي تحدث جدلاً واسعاً، مثل فيلمَيْ: «ريش»، و«أصحاب ولا أعز» . أرى أن هذه تجارب مهمة، فدور المثقف والفنان أن يتكلم عن جميع المواضيع، فالأعمال التلفزيونية أو السينمائية من واجبها أن تنتقد المجتمع، وتكون مرآة عاكسة للواقع. في تونس، لا توجد لدينا مشكلة في التطرق إلى هذه النوعية من المواضيع، مثل أفلام النوري بوزيد، وفريد بوغدير، ومفيدة التلاتلي. المشكلة أن المشاهد العربي يقبل هذه المشاهد في أفلام أجنبية، لكنه لا يقبلها في الأفلام العربية.
• ما رأيك في الجدل الذي سببته مشاهد الممثلة المصرية منى زكي، وهل على الممثل في العالم العربي أن يكون مثالياً على الدوام؟
– الممثل ليس قديساً أو شيخاً، ومن واجبه أن يقدم الأدوار التي تعالج قضايا مسكوتاً عليها، وأن يكون جريئاً في اختياراته وأفكاره، والممثلة منى زكي تعرضت لحملة تشويه غريبة وغير مبررة؛ فهي – في النهاية – ممثلة تقدم دوراً مختلفاً، لكن المشاهد العربي تربطه علاقة عاطفية مع الممثل؛ فيصبح كأنه من أفراد عائلته، يحاسبه، ويغار عليه، وعلى المشاهد أن يفرق بين الشخصية والشخص.
• هل يجب على كل الفنانين تقديم الأدوار الخيرة؟
– هناك مفارقة عجيبة لدى الجمهور؛ فمثلاً في حال قدمت المرأة شخصية شريرة؛ فإن المشاهد ينفر منها وينتقدها، وفي حال قدم الرجل شخصية شريرة يتحول فوراً إلى أسطورة، وهناك الكثير من الممثلين الذين أصبحوا نجوماً؛ بعد أن قدموا شخصيات، مثل: الفتوة، والقاتل، والسارق، والمغتصب، وغيرها. والسؤال الذي يطرح نفسه: لو قدم كل الفنانين أدواراً عن الخير، من ذا الذي سيجسد أدوار الشر؟
• من المخرج الذي تتطلع إلى العمل معه؟
– في تونس، أتطلع إلى العمل مع عبدالحميد بوشناق، ووجدي السميري. ومن العالم العربي، أتمنى تجدد العمل مع سيف الدين السبيعي.
إقرأ أيضاَ: ماذا قال وائل كفوري عن درع “يوتيوب” الذهبية؟
• كيف ترى مستقبل السينما التونسية.. في ظل الإنتاج الضعيف؟
– السينما التونسية تفاجئنا دائماً، فرغم إنتاجها الضعيف؛ فإن كل ما تنتجه سنوياً ينال الكثير من الجوائز العالمية، ويصبح «ترند» فور وصوله إلى قاعات السينما، مثل فيلم «بيك نعيش» لمهدي البرصاوي.
• أي الشخصيات التي قدمتها أحببتها، وكانت الأقرب إلى قلبك؟
– جميع الشخصيات التي قدمتها لا تشبهني أبداً؛ فهي شخصيات أعطيها جسدي فقط، وتعمل بروح وفكر آخرين.
• ما العمل الفني الذي تمنيت لو كنت جزءاً منه؟
– أحببت مسلسل «الهيبة»، وتمنيت أن أكون إحدى شخصياته، وأتمنى المشاركة في أعمال عربية ضخمة مثله.
• ما جديدك الفني؟
– أوشكت على الانتهاء من تصوير دوري في المسلسل الجديد «البراءة»، مع المخرج التونسي سامي الفهري. كما أستعد، لعرض فيلم سينمائي بعنوان «جزيرة الغفران»، من بطولة الممثل التونسي علي بنور، كما أستعد لتقديم مسرحية مع المخرج الشادلي العرفاوي، من نوع الكوميديا السوداء.