مسؤول أممي يرى أن إعادة إعمار غزة يجب أن ترافقها “عملية سياسية حقيقية”

بقلم:  يورونيوز مع أ ف ب


مكالبات محلية ودولية بإعادة إعمار غزة بعد الدمار الذي تسبب به القصف الإسرائيلي

  –  
حقوق النشر 
AFP

دعا مسؤول في الأمم المتحدة الأحد إلى البدء بـ “عملية سياسية حقيقية” تهدف إلى ضمان إعادة إعمار قطاع غزة على المدى الطويل وتجنب مزيد من سفك الدماء بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل والفصائل المسلحة الذي ألحق دمارا واسعا في القطاع المحاصر.

ويحاول آلاف من سكان غزة استعادة حياة طبيعية بإزالة الغبار والركام بالقرب من المباني المدمرة ووضعه على ظهر عربة يجرها حمار بحسب مصور لوكالة فرانس برس.

وفي وقت تطلع فيه السلطات على حجم الأضرار ويشرع السكان بتفقد منازلهم ومتاجرهم، زار وفد أممي رفيع المستوى القطاع بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين دخل حيز التنفيذ فجر الجمعة.

وخاضت إسرائيل والفصائل المسلحة في قطاع غزة الذي يقطنه نحو مليوني نسمة، قبل ذلك ثلاث حروب في 2008 و2012 و2014.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني لوكالة فرانس برس إن إعادة إعمار غزة يجب أن تصاحبها جهود طويلة الأمد لتجنب جولة جديدة من إراقة الدماء.

وأكد لازاريني أن إعادة الإعمار يجب أن ترافقها “بيئة سياسية مختلفة”. وأضاف أيضا “نحن بحاجة إلى التركيز وبشكل جاد وحقيقي على التنمية البشرية والوصول المناسب إلى التعليم والوظائف وإلى سبل العيش”، لكنه رأى أن ذلك يجب “أن يكون مصحوبا بعملية سياسية حقيقية”.

وفي لقائه مع صحافيين قال لازاريني إن “المعاناة في غزة تزداد بشكل مطرد بسبب عدم معالجة الأسباب الحقيقية للنزاع من جذورها”.

وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الأمل بالتمتع بـ”إجراءات متساوية من الأمن والسلام والكرامة”.

التقاط الأنفاس

تسبب القصف المدفعي والجوي الإسرائيلي على قطاع غزة بمقتل 248 شخصا، بينهم 66 طفلا ومقاتلون وإصابة 1900 شخص ذلك على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشريد الآلاف وإلحاق أضرار في مباني القطاع الفقير والمحاصر من قبل الدولة العبرية منذ حوالى 15 عاما.

على الجانب الإسرائيلي، أكدت خدمة الطوارئ مقتل 12 شخصا، بينهم طفل وشابة عربية-إسرائيلية وجندي إسرائيلي وشخص هندي وتايلانديان، في حين أصيب نحو 357 بجروح مختلفة.

وقالت لين هاستينغز من وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن القصف الشديد قد خلف أضرارا جسيمة على الصحة العقلية للسكان ناهيك عن الأضرار المادية.

وعن الحرب الأخيرة في العام 2014 قالت هاستينغز “في العام 2014 كان لدينا فترات راحة لأسباب إنسانية، تمكن الناس من الخروج والوصول إلى المتاجر وشعروا بالأمان مرة أخرى”. وأكدت للصحافيين “نتحدث عن حجم الصدمات التي تعرضوا لها هذه المرة وبدون توقف أو التقاط للأنفاس”.

وأشارت هاستينغز “لم أسمع من الناس أنهم يسعون إلى الحصول على مياه، حتى من 800 ألف ليس لديهم مياه نظيفة”. وأضافت “الناس يتحدثون عن التأثير على حياتهم العامة وكيف سيتعافون من كل هذا”.

وبحسب مراسل فرانس برس، بدأت السلطات في قطاع غزة توزيع الخيام والأغطية. وقالت أوتشا إن ستة آلاف شخص على الأقل أصبحوا بلا مأوى بسبب القصف. وبعدما أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم الجمعة، دخلت قوافل شاحنات تحمل أدوية وأغذية ووقود وهي مواد أساسية يحتاج إليها أهالي القطاع.

وقال الصندوق المركزي للإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة إنه خصص 18,5 مليون دولار للجهود الإنسانية. ولقي اتفاق وقف إطلاق النار ترحيبا دوليا ودعا مجلس الأمن الدولي السبت إلى “الالتزام الكامل” به.

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة المساعدة في تنظيم جهود إعادة إعمار غزة وقال إن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل هو “الحل الوحيد” للنزاع. وأضاف بايدن “ما زلنا بحاجة إلى حل الدولتين”.

وتعثرت محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ العام 2014 حتى تلك المتعلقة بالقضايا الرئيسية المتنازع عليها والمتعلقة بوضع القدس الشرقية المحتلة والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

اندلع النزاع الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى ما تسبب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح.

وجاءت تلك المواجهات على خلفية التهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين يهود. الأحد، نظمت مجموعة من اليهود بينهم مستوطنون جولات في باحات المسجد بعد انقطاع استمر نحو ثلاثة أسابيع منذ العشر الأواخر من شهر رمضان.

وحذر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة من “العودة إلى مربع التصعيد والتوتر”.

ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية “استمرار اقتحام قوات الاحتلال وشرطته والمستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى”.

ووقعت صدامات جديدة الجمعة بين المصلين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى في القدس الشرقية التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967، أسفرت عن 21 إصابة على ما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

Exit mobile version