بقلم: يورونيوز
فلسطينيون يلوحون بالأعلام الفلسطينية في مجمع المسجد الأقصى بالقدس. 2022/04/29
–
حقوق النشر
أحمد الغرابلي/أ ف ب
ومن المقرر أن تفتح القوات الإسرائيلية المسجد الأقصى يوم الخميس أمام جماعات اليمين المتطرف الإسرائيلي لأول مرة منذ أسبوعين، لإحياء ما يسمى “بيوم الاستقلال” في إسرائيل (المرادف لدى الفلسطينيين “بالنكبة”)، في وقت حذرت فصائل فلسطينية ومنها حركة المقاومة الإسلامية حماس من أن زيارات اليهود “ستقابل برد”.
وقالت حركة حماس: “ليعلم الاحتلال أن محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى ومشاريع التهويد لمقدساتنا لن تمر، ولن تحقق أهدافه الخبيثة”.
إسرائيل والوضع القائم
في الأثناء، أصدرت القوات الإسرائيلية بيانا قالت فيه: “إن الأيام الأخيرة رافقها تحريض على العنف، نشرت مضامينه على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن ذلك اختلط بمنشورات زائفة بشأن “جبل الهيكل” (في إشارة إلى المسجد الأقصى)، وذلك بهدف إشعال المنطقة والتحريض على العنف والفوضى” على حد تعبيرها.
ولم تحدد السلطات الإسرائيلية المنشورات التي أشارت إليها، في وقت دأبت على التراجع عن مساعيها غير المعلنة كما يبدو، بشأن تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي، والذي يسمح فيه للمسلمين بأداء الصلاة، ويسمح لغيرهم بالزيارة فقط.
وفي النصف الثاني لشهر رمضان، أصيب أكثر من 300 فلسطيني في صدامات مع القوات الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى، بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
ويوم الثلاثاء، ثاني أيام عيد الفطر، منعت القوات الإسرائيلية رفع آذن صلاة العشاء في المسجد الأقصى بقطع مكبرات الصوت الخارجية، وفق دائرة الأوقاف الإسلامية، بدعوى تزامن ذلك مع كلمة لرئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت عند حائط البراق.
وعلى موقع تويتر، اعتبر المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية طارق عز الدين “منع رفع الآذن تجاوزا للخطوط الحمراء من جانب شرطة الاحتلال، مما يستوجب تحركا ضد هذه السياسة الإجرامية”.
وكانت الجماعات اليمينية الإسرائيلية المتطرفة ممثلة في جماعة “نشطاء لأجل الهيكل”، دعت في منشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى اقتحام حرم المسجد الأقصى في القدس، والاحتفال بالاستقلال من خلال التلويح بالعلم الإسرائيلي، وترديد نشيد الدولة العبرية الوطني صباحا ومساء من يوم الخميس.
وكانت السلطات الإسرائيلية أوقفت اقتحامات المتطرفين اليمينيين للمسجد الأقصى، طيلة الأيام العشر الأواخر لرمضان وأيام عيد الفطر، مثلما فعلت ذلك في سنوات سابقة.
من جانبها اعتبرت فصائل فلسطينية أن اقتحام المسجد الأقصى المزمع تنفيذ يوم الخميس هو تماد إسرائيلي، وجر المنطقة للتصعيد محذرة “الاحتلال من اللعب بالنار”.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ فقد اعتبر من خلال تغريدة، أن “تهديد المستوطنين برفع العلم الإسرائيلي وغناء النشيد الإسرائيلي في الحرم الشريف، هو تحد صارخ لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين، واستمرار لحملات متطرفة عنصرية تسعى لتكريس التقسيم في الحرم الشريف، وإشعال حرب وطنية دينية في المنطقة”.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد اعتبرت اقتحام الأماكن المقدسة وإجراءات تقسيمها، يأتي في سياق الاصرار على قهر الفلسطينيين والتنكيل بهم، محذرة من أن الاقتحام سيواجه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال. كذلك طالبت لجان المقاومة الفلسطينية في القدس والضفة الغربية والداخل الفلسطيني بالنفير العام، والتصدي لاقتحام المستوطنين المسجد الأقصى.