- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
تناقش الصحف العربية بنسختيها الورقية والإلكترونية الدراما العربية في شهر رمضان، خصوصاً المسلسل المصري “الاختيار-٣” الذي يتناول أحداث شهدتها مصر عام 2013 خلال حكم الرئيس الراحل محمد مرسي قبل إطاحة الجيش به عقب تظاهرات حاشدة.
وتنقسم الآراء حول المسلسل، فبينما يصفه كتاب بـ”الملحمة الدرامية” التي “توثق” مرحلة مهمة مرت بها مصر، يراه آخرون “تزييفاً” لتلك الأحداث.
“ملحمة درامية”
تشدد الأهرام المصرية في افتتاحيتها على أهمية الدراما “كحائط صد بالصوت والصورة والوثائق لكل من تسول له نفسه اللجوء إلى هذا النوع الناعم من الإرهاب، وهو إرهاب تزييف الوعى وتخريبه”.
وتصف الجزء الثالث من مسلسل الاختيار بأنه “وثيقة لن ينساها التاريخ بالنسبة لما مرت به مصر من مؤامرات في السنوات العشر الأخيرة، وكيف تصدى رجال مخلصون لهذه المؤامرات فأجهزوا عليها بمنتهى الذكاء والصدق والوطنية وحب الوطن”.
تصف حبيبة حمدي المسلسل في صحيفة المصري اليوم بأنه “ملحمةٌ درامية تعرض لفترةٍ مهمة وعصيبة من تاريخِ مصر العربية”.
ويقول حمدي رزق في نفس الصحيفة إن تعليقات أعضاء جماعة الإخوان “الجاهزة المصنوعة في الأقبية الاستخباراتية… في مواجهة مسلسل (الاختيار-٣)، تستجلب السخرية المُرة من فرط تفاهتهم، وتبرهن على خطورة المسلسل وتأثيره على نفسيات قواعد الجماعة التي باتت في شك عميق في كل المسلمات التي عاشوا يؤمنون بها”.
ويصف المسلسل بأنه “عمل سياسي بامتياز، يعالج الأحداث الكبيرة التي مرت بالبلاد في سياق مخطط «الفوضى الخلاقة«”.
اتهامات بالتزييف
يرى محمد أمين في العربي الجديد اللندنية أن مسلسل “الاختيار 3″ يظهر ما يصفه بـ”صراع الروايات وتزييفها” حيث “يظهر بكل أسف القاع الذي سقط فيه الفن وهو يحاول مجاملة سياسي، وكم السخف الذي يظهر في المسلسل غير مسبوق”.
ويقول إن المعالجة الدرامية للمسلسل “تحاول إضفاء صفة القداسة على حاكم مستبد”.
يقول: “لا أجد تفسيراً لقيام مستبد بإنتاج فيلم عن نفسه، إلا أنه يشعر بأن شعبه في الواقع غير مقتنع به ولا بما أنجزه، فيلجأ إلى الدراما والخيال ليصوغ القصة التي يريدها، معتقداً بشكل مغلوط أننا ما زلنا في زمن الأبيض والأسود والتلفزيونات الحكومية التي تلقن المشاهد ما عليه مشاهدته، وتفترض أنه سيصدق ما سيشاهده”.
كذلك ينتقد سيف عبدالفتاح في موقع عربي21 الإلكتروني “ما تقوم به أجهزة الدولة الأمنية والفنية والإعلامية ضمن هذا الزخم الكبير الذي يتعلق بعمليات خطيرة من غسيل المخ الجماعي”.
ويقول: “من المهم أن نشير إلى أن هذه المنظومة ضمن عمليات التزوير الكبرى أرادت أن تصنّع حالة من الخوف ضمن صناعة كبرى لجُدُر يصعب اختراقها تشكل حجبا على الحقيقة، وتحاول من خلال صناعة الخوف تلك أن تقدم سردية استبدادها في ثوب قشيب؛ وتمنع كل سردية أخرى من خلال ممارسات بائسة في محاولة لإعادة تشكيل العقول والذاكرة”.
يحذر خالد الشحام في رأي اليوم اللندنية من الدور الذي تقوم به الدراما والكوميديا على الشاشة العربية “من هدم العقل والروح في هذه الأمـــة”.
ومن وجهة نظر الكاتب “لم تعد شاشات العرض في رمضان إلا مرآة مصقولة جيدا لعرض القبح الكبير الذي يعشعش في هذه المجتمعات البائدة”.
ويرى أن “الكوميديا العربية انتقلت تاريخيا من وسيلة توعية وحشد وتوحيد لهموم الأمة وتذخير قواها إلى وسيلة تربح ثم وسيلة صقل وتمجيد للنظام العربي الرسمي ثم تابعا انتقلت إلى أرجيلة بالمعسل والأفيون الاجتماعي لتمنح الشعوب العربية نظرة مغايرة عن بؤسها وتزيف لها الوقائع والأحداث… وبالتالي فقد تحولت إلى حبوب هلوسة مرئية يتم تعاطيها بالعين”.
يقول كمال القاضي في القدس العربي اللندنية “لم تتغير لوحة العرض الدرامي الرمضاني، رغم الطنطنة والحديث الدائم عن التطوير في الشكل والصورة والمضمون والأداء التمثيلي، فكل ما كان موجوداً في العام الماضي بعيوبه ومُشكلاته هو ذاته الذي يُقدم هذا الموسم مع اختلاف فقط في عناوين المُسلسلات، وحجم الدعاية المُبالغ فيها وشراسة المُنافسة بين شركات الإنتاج والتوزيع والأبطال والبطلات”.
وتشير عبير يونس في البيان الإماراتية إلى ظهور “فجوة تفصل الجمهور عن عدد من الأعمال الدرامية، وما بين الجمهور والرقابة وصناع العمل” رغم مرور أيام قليلة فقط من عروض الماراثون الرمضاني.