لا يزال مسلسل “موسى”، الذي يجسد فيه الممثل المصري محمد رمضان دور البطولة، محط نقاش وإثارة للجدل على أكثر من مستوى. فلا ينفك اسم رمضان يختفي من صفحات مواقع التواصل حتى يظهر مرة أخرى.
ففي أحدث حلقات مسلسله الرمضاني “موسى”، ظهر رمضان وهو يوافق على عرض للسفر إلى غزة لمساعدة أحد التجار في تهريب المخدرات.
رغم أن الحقبة التاريخية التي تدور فيها أحداث المسلسل تعود إلى فترة الاحتلال البريطاني لمصر، إلا أن الإشارة إلى غزة باعتبارها مصدرا لجلب المخدرات استوقفت متابعي المسلسل وطرحت الكثير من الأسئلة.
“إثارة سياسية متعمدة” أم “مشهد مبرر دراميا”؟
واتهم مغردون طاقم المسلسل بتشويه “نضال الفلسطينيين” و”شيطنة صورة سكان قطاع غزة بتصويره كوكر للأعمال غير القانونية”.
ورأى عدد من المعلقين العرب أن عرض ذلك المشهد ليس من قبيل المصادفة بل اعتبروه مشهدا متعمدا يهدف إلى “دس السم في العسل”.
وذهب المنتقدون إلى حد اعتبار أن المشهد “يعكس فكر القيادات العربية، التي تسعى إلى ترسيخ مواقفها وسياساتها للقضايا الكبرى من خلال الدراما”.
بل إن بعضهم وصف المشهد بأنه “محاولة لترويض المشاهد العربي لتقبل التطبيع ومحاولة لتزييف الوعي” وفق قولهم.
في المقابل، رأى معلقون آخرون أن “المشهد بمجمله لا يستدعي كل هذا النقاش والغضب”.
فمن المغردين من حرص على التذكير بأن “قصة المسلسل تتمحور أساسا حول رفض الظلم ومقارعة المحتل”.
وقياسا على ذلك، يستبعد هؤلاء فكرة أن يكون صناع العمل قد تعمدوا الإساءة لأهالي غزة أو للقضية الفلسطينية.
ووصف المدافعون عن المسلسل الانتقادات الموجهة له بـ”غير المنطقية”، ورأوا فيها أحكاما تحد من حرية الإبداع والخيال.
كما استعان محبو رمضان بشعار “ثقة في الله نجاح” الذي يرفعه عادة عند الرد على منتقديه.
وتعجب البعض من الانتقادات التي طالت رمضان دون غيره باعتباره ممثلا يجسد دوره بحسب ما يمليه عليه السيناريو.
واتهموا “نفرا من الكارهين للممثل بتبني وجهات سياسية وبانتهاز المشهد لنشر تأويلات خاطئة تخدم أجنداتهم الخاصة”.
فكتب صالح فايد: “أحداث المسلسل في حقبة الخمسينات أي عندما كانت غزة تحت الإدارة المصرية. لا تحملوا المسلسل إسقاطات أكثر من ما يحتمل ومحمد رمضان ممثل وليس كاتب العمل…”.
إلا أن آخرين اعتبروا أنه لا يمكن التقليل من وجاهة تلك التأويلات، في ظل “الرقابة المفروضة على المسلسلات والحظوة التي يتمتع بها رمضان” وفق تعبيرهم.
وفي هذا السياق كتب المغرد فاروق هاشم متسائلا: “وصلني أن محمد رمضان، ذكر في إحدى مسلسلاته أنه سيسافر إلى غزة من أجل جلب المخدرات! ماذا يريد المخرج والممثل أن يزرع في عقل المشاهد العربي عن غزة!”.
وقد انطلقت دعوات عبر موقع تويتر تنادي تارة بمقاطعة محمد رمضان وتذكر تارة أخرى بالأزمة التي أعقبت ظهوره مع مشاهير إسرائيليين في دبي، العام الماضي.
وكان محمد رمضان قد شغل الرأي العام المصري في الأيام القليلة الماضية، بسلسلة أحداث بدأت بظهوره في حمام سباحة يلقي بالأموال في الماء، بعد أن قضت محكمة بتغريمه 6 ملايين جنيه تعويضا للطيار أشرف أبو اليسر الذي توفي قبل أيام .
ورغم هذا اللغط والانقسام الذي رافق رمضان ومسلسه، إلا أن البعض يرى فيه دعاية مجانية تضمن إقبال الناس على العمل.