مشاهير مصريون يهاجمون الممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون بسبب دعوتها إلى الإفراج عن نشطاء حقوق

منذ قيام مصر بشكل نادر في الأسبوع الماضي بإطلاق سراح ثلاثة نشطاء بارزين في مجال حقوق الإنسان، ركز الكثيرون في البلاد على الممثلة الهوليوودية سكارليت جوهانسون بسبب دورها في حملة ضغط دولية يُنسب إليها الفضل في الضغط على القاهرة لاتخاذ الخطوة.

في الأسبوع الماضي، أفرجت مصر عن ثلاثة أعضاء في منظمة “المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”(EIPR)، بمن فيهم مديرها التنفيذي جاسر عبد الرازق، ورئيس وحدة العدالة الجنائية كريم عنارة، والمدير الإداري للمنظمة محمد بشير، رغم أن محكمة يوم الأحد جمدت جميع أصولهم. وتم تمديد سجن عضو رابع في المجموعة يُدعى باتريك ذكي.

وتم اعتقال الأربعة بعد أن استضافت المنظمة دبلوماسيين أجانب من 13 دولة غربية لمناقشة أوضاع حقوق الإنسان في مصر. واتُهم الأربعة بالانتماء لمنظمة إرهابية ونشر معلومات كاذبة.


إحصل على تايمز أوف إسرائيل ألنشرة أليومية على بريدك الخاص ولا تفوت المقالات الحصرية


آلتسجيل مجانا!

في عهد عبد الفتاح السيسي تشرف مصر على واحدة من أعنف الحملات ضد المعارضة في تاريخ البلاد الحديث، حيث أن المسؤولين لا يستهدفون خصومهم السياسيين من التيار الإسلامي فحسب، وإنما أيضا نشطاء مؤيدين للديمقراطية وصحافيين ومنتقدين عبر الإنترنت.

وقد قرعت حملة القمع الأخيرة ضد منظمة EIPR جرس الخطر في أجزاء كثير في العالم، حيث دعا الأمم المتحدة، وبعض الحكومات الأجنبية، ومنظمات حقوقية دولية، وسياسيون ومشاهير – من ضمنهم سكارليت جوهانسون وزميلتها الممثلة إيما تومسون – إلى إطلاق سراح الثلاثة.

في مقطع فيديو نُشر في الأول من دdسمبر، وصفت جونسون المعتقلين بأنهم “الأفضل بيننا”، ودعت إلى الإفراج الفوري عنهم وإسقاط التهم “الزائفة” الموجهة إليهم.

وقالت جوهانسون في مقطع فيديو نُشر على صفحة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على “بوتيوب”: “إن التعبير عن الرأي في مصر اليوم هو أمر خطير. أريد أن أسلط الضوء على محنة أربعة أشخاص اعتُقلوا ظلما لنشاطهم في النضال من أجل كرامة الآخرين – جاسر وكريم ومحمد وذكي – من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية”.

وأضافت: “قضى هؤلاء الرجال حياتهم وهم يناضلون ضد الظلم والآن يجدون أنفسهم وراء القضبان. جميعهم يواجهون تهما زائفة قد تؤدي بهم إلى سنوات كثيرة في السجن. في الواقع، جريمتهم الوحيدة هي الدفاع عن كرامة المصريين”.

منذ ذلك الحين، انتشر اسم جوهانسون بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، حيث أثنى عليها الكثيرون لتحدثها بصراحة ضد الاعتقال، في حين وجهت إليها شخصيات عامة بارزة الانتقادات، مع الإشارة أحيانا إلى هويتها اليهودية ومعتقداتها “الصهيونية”.

المذيع والمعلق في قناة TeN TV نشأت الديهي قال معلقا: “لا نريد تدخل أحد في الشؤون الداخلية المصرية، مفهوم؟”

وانتقد الممثلة الأمريكية-الدنماركية ووصفها بأنها “ممثلة يهودية لها صلات بالمستوطنات والكيان الصهيوني”، في إشارة على الأرجح إلى ظهور جوهانسون في عام 2014 في إعلان لشركة “صودا ستريم” الإسرائيلية عندما كان للشركة مصنع في الضفة الغربية.

وهاجم الديهي، جوهانسون قائلا إن الممثلة “تدعم المنتجات الصهيونية ومن المعروف أنها يهودية وأنها مناصرة للإسرائيليين”.

الممثلة المصرية ليلى عز العرب نشرت مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي قالت فيه إن جوهانسون “لا تعرف شيئا عن النظام القضائي في مصر” وزعمت أن في بلادها “لا يوجد معتقلون”.

ودعت الممثلة جوهانسون إلى التركيز على “مشاكل الولايات المتحدة، مثل [حركة] ’بلاك لايفز ماتر’، والنساء المعنفات” والفقر.

رد الفنانة ليلي عز العرب علي سكارليت جوهانسن ????????#ScarlettJohansson_interfering_in_egyptian_affairs pic.twitter.com/c8EB5W7Fn9

— ‏﮼رغدة﮼السعيد (@RaghdaaElSaeed) December 3, 2020

كما سلطت المواقع الإخبارية المصرية الضوء على تعليق المحامية والمحللة اليهودية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، التي زعمت أن قطر دفعت لجوهانسون لمهاجمة عدوها الإقليمي مصر.

وكتبت تسوكرمان في تغريدة على “تويتر”: “هؤلاء المشاهير الجهلة  المتعالين يحصلون على المال مقابل التلويح بالفضيلة في قضايا لا يعرفون عنها شيئا. إنهم لا يهتمون بالأشخاص أو يطرحون أسئلة أساسية أو يتأكدون من الحقائق”.

آخرون شكروا جوهانسون، بما في ذلك الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي. وشرع البعض في تقديم سلسلة من الطلبات من الممثلة، مثل مطالبتها بأن تطلب من الحكومة زيادة حجم أرغفة الخبز المدعومة.

الممثل المصري عمرو واكد، الذي مثل إلى جانب جوهانسون في فيلم “لوسي” الذي صدر في عام 2014 ويعيش حاليا في المنفى، شكر الممثلة لكنها أضاف أن هناك حاجة الى اتخاذ المزيد من الخطوات: “لا بد من إسقاط التهم، وإطلاق سراح جميع المعتقلين الآخرين. كفى ظلما”.

كريم عنارة (إلى اليسار) ومن أصبحت زوجته الآن جيس كيلي، بعد تخرجه من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية، لندن، في 2018. (courtesy of Jess Kelly via AP, File)

حتى مدير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، حسام بهجت، ذكر جوهانسون في إعلانه عن إطلاق سراح موظفيه.

وكتب بهجت في تغريدة: “يمكنني أن أؤكد أنه تم الإفراج عن أصدقائي وزملائي في EIPR جاسر وبشير وكريم وهم في منازلهم وهو ما يعني كما أعتقد أننا (وأنت) نجحنا في إطلاق سراح موظفي EIPR”.

في تغريدة اخرى، تم إزالتها في وقت لاحق، كتب مازحا: “من الواضح أنني أقصد سكارليت بـ’أنت’”.

ساهمت في هذا التقرير وكالات.

Exit mobile version