أحمد مكي: دوره في الاختيار كضابط “شارك في فض اعتصام رابعة” يثير جدلا حول “وطنية” الممثل
هل يحب أحمد مكي مصر؟ أم أنه “عميل للعسكر”؟ أم هو ممثل عرض عليه دور مهم فقبله؟ هذه الأسئلة الثلاث، تجيبك عليها وسوم متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، انتشرت بعد إعلان مشاركة الممثل، ذي القاعدة الجماهيرية الواسعة، في الجزء الثاني من مسلسل الاختيار.
استندت الحملتان، ضد مكي ومعه، إلى مقطع فيديو من كواليس تصوير المسلسل، يرتدي فيه مكي زي ضابط شرطة في ما يبدو أنه تمثيل لأحداث “فض اعتصام رابعة”.
انتشرت صور مكي في كواليس تصوير مسلسل “الاختيار” في جزئه الثاني قبل يومين وكان الحديث حينها عن الشبه بين مكي والممثل الأمريكي “فين ديزل”، حتى أن البعض أطلق على مكي لقب “فين ديزل الغلابة”.
لكن، مع تكشّف تفاصيل أكثر عن المسلسل وعن دور مكي، تحول النقاش إلى مشاركة مكي في المسلسل وما تعنيه لمتابعيه بمختلف توجهاتهم.
“خيانة” أم “وطنية”؟
مشاركة مكي في هذا العمل، الذي قال مخرجه بيتر ميمي إنه حول من وصفهم “بشهداء الداخلية” منذ 2013 حتى 2020، شكّل صدمة لبعض محبي مكي، الذين غردوا تحت وسم #مكي_عميل_العسكر، مستنكرين مشاركة نجمهم المحبوب في عمل يمجد دور الشرطة في حادثة “فض اعتصام رابعة” التي يصفها البعض “بالمجزرة”.
على الضفة الأخرى انتشر وسم #مكي_بيحب_مصر الذي غرد مستخدموه احتفاء بما رأوه من “وطنية” الممثل وتجسيد حبه لبلده.
“وطنية الممثل”
وبين النقيضين وقف من يري أن الأمر لا يحتمل تخوينا ولا تمجيدا، وأنه لا يعدو أن يكون خبرا فنيا عاديا عن ممثل عرض عليه دور في مسلسل أثبت نجاحا جماهريا في الموسم الماضي فقبله.
ومن المعلقين من خص بالنقد والتحليل ميل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى إصباغ صفة سياسية على مواضيع يفترض أنها غير سياسية.
لكن هذا المسلسل بالذات يصنفه البعض في خانة “البروباغندا”، وأنه “يمجد” الجهاز العسكري في مصر ويصور “بطولات” أفراده.
كما لم يخل الحديث عنه من اصطفاف سياسي وإيديولوجي منذ الموسم الفائت منه، ومن أعمال سينمائية وتلفزيونية مشابهة أنتجت في السنوات الأخيرة وحققت نجاحا جماهيريا.
كثيرا ما يُسأل الممثلون في لقاءات إعلامية: هل يشبهك هذا الدور؟ هذا السؤال يثير ربطا، قد يبلغ حد الخلط، بين الممثل بشخصه، وبين صفته كمؤد، استنادا إلى الدور الذي يتقمصه.
كما يثير بالتبعية تساؤلات أخرى: هل على الممثل أن يتقيد بأدوار تشبهه أو تتلاءم مع توجهاته الفكرية أو الإيديولوجية؟ أم أنه يكون “أمهر” إن أتقن كل دور خاصة ذلك المناقض لشخصه؟ وهل لشخص الممثل دخل في تقييم مهارته التمثيلية والفنية؟