شاهد: صينيّ يمارس رياضة الطيران المظلي لإلهام الأجيال القادمة
بقلم: يورونيوز مع أ ف ب
تشانغ شو بنغ أثناء قفزه من جبل “تيان آن من” في زانغجياجي، بمقاطعة خونان الصينية، 12 نوفمبر 2020
–
حقوق النشر
AFP
بعد تركيز الصين على مدى عقود طويلة على التدريبات الصارمة التي تسيطر عليها الدولة بهدف الفوز بالميداليات وتحقيق “المجد الوطني”، أصبح “تشانغ شو بنغ” من بين فئة مختلفة من نجوم الرياضة الصينيين الذين يلهمون الجيل القادم.
يبدو تشانغ متحمسا وهو يتفقد طبيعة جبل “تيان آن من” المهيب في إحدى الحدائق الوطنية وسط الصين، قبل أن يقفز رأسًا على عقب من جرف عالٍ ويطلق العنان لنفسه في الجو بسرعة 230 كيلومترًا (140 ميلًا) في الساعة.
وقال تشانغ شو بنغ تشانغ، البالغ من العمر 34 عاما، لوكالة فرانس برس: “عندما أصعد إلى القمة، تتسارع نبضات قلبي، لكنني خلال الرحلة أشعر بهدوء شديد”.
على عكس بقية العالم، حيث علِق العديد من الرياضيين في منازلهم بسبب قيود مكافحة الوباء، تمكنت الصين من السيطرة على الفيروس بشكل شبه كامل، مما سهل على “تشانغ” العودة إلى التدريب.
أثناء القفز، يندفع الهواء إلى البدلة التي يرتديها فتصبح مادتها صلبة وتولد قوة رفع، مما يسمح له بالهبوط في مسار أفقي. بذلته الحمراء تشتمل على جناحين يستطيع الاتكاء عليهما وهي مُصممة حسب الطلب في الولايات المتحدة وتُكلف أكثر من 70 ألف يوان (10 آلاف دولار) ومزينة بصورة سور الصين العظيم، رمزِ بلاده.
ويقول بطل العالم السابق في الطيران المظلي، الذي نفذ أكثر من 3000 قفزة ببدلة الأجنحة: “أشعر وكأنني طائر، من خلال الجناحين أتمكن من تغيير وضعي فأستطيع الاستدارة أو الإسراع أو الإبطاء”.
وحين يهمّ بالنزول يتجنب أي كارثة محتملة فيفتح المظلة ويهبط رويدا رويدا على الأرض.
من مدمن مخدرات إلى أفضل رياضي بالعالم
وصل القفز بواسطة بدلة الأجنحة إلى الصين في عام 2011، عندما حلّق النجم الأمريكي جيب كورليس عبر “بوابة السماء”، وهو قوس طبيعي يبلغ ارتفاعه 130 مترًا في جبل “تيان آن من”، أمام كاميرات التلفزيون المحلية. أمّا “تشانغ شو بنغ” فقد حضر النسخة الأولى من بطولة العالم في العام التالي، والتي أقيمت في نفس الموقع، وكان مدمناً للمخدرات آنذاك.
غادر الصين للتدريب في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وبحلول عام 2017 أصبح من بين أفضل ممارسي هذا النوع من الرياضات في العالم.
لكنّ هذه الرياضة بها حتمًا العديد من المخاطر، بما في ذلك الاقتراب أحيانا من حافة الأجراف أو احتمال مواجهة عاصفة قوية مفاجئة، تُحوّل الشخص عن مساره وتقذفه إلى المجهول.
لكن تشانغ، وهو طيار سابق بالمظلات، متفائل في مواجهة الخطر، وقال لفرانس برس: “لا توجد رياضة خطرة، هناك فقط أشخاص خطيرون يريدون تجاوز قدراتهم أو تحدي أنفسهم في كل قفزة”.
وعلى الرغم من تأكيداته، فإن العديد من الرياضيين الذين يرتدون بذلة الأجنحة يسقطون قتلى بسبب الحوادث التي تواجههم أثناء ممارستهم هذه الرياضة.
يقول تشانغ، المتزوج ولديه طفل صغير، إن عائلته تدعمه في اختياره الجريء، ويُضيف قائلا: “من خلال تجربتي في الطيران الشراعي، تعي عائلتي جيدا أنني أعرف كيف أحافظُ على سلامتي، لن أفعل أي شيء متهور”.