حفل محمد رمضان في بغداد: جدل مستمر واحتجاجات في العراق ومطالبات بإلغاء سهرة لحسن شاكوش وعمر كمال
تظاهر عدد من العراقيين، احتجاجا على حفل الفنان المصري محمد رمضان، الذي أقيم في العاصمة العراقية بغداد منذ أسبوع.
وقطع محتجون الطريق المؤدي إلى مدينة “سندباد لاند” التي أقيم فيها الحفل، وطالبوا بمنع هذا النوع من حفلات “المهرجانات” باعتبار أنها “منافية للأخلاق الإسلامية”.
وأقام محتجون الصلاة بالقرب من مكان الحفل، وتظاهروا رفضاً لحفل حسن شاكوش وعمر كمال المنتظر أن يقام في بغداد أيضا يومي الخميس والجمعة 16 و17 ديسمبر/كانون الأول.
وأثار الممثل والمغني المصري محمد رمضان غضب العراقيين في الأيام القليلة الماضية أثناء حفله الغنائي الأول في العاصمة العراقية بغداد على مسرح سندباد لاند.
واثناء احتفاله على خشبة المسرح رمى أحد الحضور ساعة على محمّد رمضان، وعندما سأل عن صاحب الساعة، انهمرت عليه الساعات من الحضور، ليعلّق رمضان قائلاً: “إيه الحفلة اللي بتمطر ساعات دي؟”.
وفي فيديو أخر ظهرت إحدى الفتيات الحاضرات للحفل من الجمهور وهي تقدم باقة ورد للفنان محمد رمضان أثناء غنائه على خشبة المسرح ليفاجئها رمضان بتقبيل يدها أمام كل الجمهور.
وانتقد كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفنان المصري، ووصفوا حفله بـ”الخادش للحياء”، بسبب زيه “الفاضح”، على حد تعبيرهم.
ومن جهته شن رجل الدين العراقي جعفر الإبراهيمي هجوماً “شرساً” على محمد رمضان عقب حفله الأخير، مستعملاً عبارات وصفها كثيرون بالـ”عنصرية”.
ووصف جعفر الإبراهيمي، في إحدى خطبه، المغني المصري بـ”الداعر والقذر والأسود”.
وعلق محمد رمضان على الهجوم الذي تعرض له من الشيخ جعفر الإبراهيمي بالقول: “كيف تعترض على لوني الذي خلقه الله؟، وعمومًا أنا مسامح حبًا واحترامًا للشعب العراقي.. وكل الاحترام والتقدير لكل الأديان وكل الطوائف”.
وانقسم ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منذ أيام بين منتقد للشيخ الإبراهيمي ومؤيد له.
واعتبر كثيرون أن ما قاله الشيخ لا يليق بعالم دين، على حد قولهم.
وفي المقابل رأى آخرون أن الشيخ الإبراهيمي لم يقل باطلاً بل وصفه بما يستحق.
ودافع ناشطون عن الإبراهيمي واصفين حفل رمضان بالانحلال والهدف منه “هدم المجتمع العراقي أخلاقيا”، على حد قولهم.
وفي بيان نشرته الوزارة عبر حسابها الرسمي في فيسبوك، قالت فيه: “ندعم إقامة العروض والفعاليات ذات القيمة الفنية العالية التي تراعي الذوق العام”.
وأكدت الوزارة : “أنَّ هذه الفعاليات والعروض الفنية والمهرجانات، من تنظيم جهاتٍ وشركاتٍ خاصةٍ، ولم تخصص الوزارة لها أيَّ أموال”.
وأضافت :”تؤكد الوزارة أنَّها تدعم إقامة العروض والفعاليات ذات القيمة الفنية العالية التي تراعي الذوق العام، وأعراف المجتمع العراقي بقيمه السامية التي حافظت على تماسكه ونسيجه الاجتماعي المتين”.
وفي حديثه لوسيلة إعلامية محلية قال نقيب الفنانين العراقيين جبار جودي: “نتحفظ على بعض ما جاء في فقرات حفل الفنان المصري محمد رمضان”.
وأضاف: “إننا لسنا ضد أن تقام حفلات في العراق، بل بالعكس هذا جزء من انفتاح العراق على محيطه العربي والدولي”.
وعلق قائلا: “قامت الدنيا ولم تقعد على حفل الفنان محمد رمضان، لكنها لم تقم ولم تقعد من أجل معرض بغداد الدولي للكتاب ووجود المفكر يوسف زيدان ووجود عشرات الفعاليات الثقافية”، متسائلاً: “لماذا يهتم الإعلام بتسليط الضوء على الرثاثة والتفاهة ويترك ما هو متعالي ومتسامي؟”.
ودعا نقيب الفنانين العراقيين الجهات الإعلامية إلى أن “تحتفي وتحتوي الأحداث الثقافية الكبرى التي تدور في البلد، وليس التمسك فقط بأخبار السوشيال ميديا”.
وأعلن مجلس إدارة مدينة “سندباد لاند”، بوقت سابق، أنه يدرس تأجيل الاحتفالات التي تتزامن مع موسم إحياء المناسبات الدينية، لافتة إلى أن الحفل الذي تقيمه في الأيام الاعتيادية، إنما هو لغرض تقديم صورة سلام ومحبة للشعب العراقي، بالإضافة إلى الترفيه والثقافة والفن والآداب.
وأعرب حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، عن استنكاره الشديد لما سماه “الممارسات التي تمس قيم المجتمع وهويته وتستفز مشاعر عامة العراقيين”.
وقال الحزب في بيان أصدره تعليقا على حفلة رمضان، إن الفن الملتزم موضع تقدير شعبنا، عندما يكون معبرا عن روح الأصالة، والرسالة الإيجابية في البناء الحضاري للأمة.
وأشار إلى أن ما حدث قبل أيام في مدينة ألعاب سندباد لاند في بغداد ليس إلا “سلوكاً هابطاً، وابتذالا مهينا لتاريخ وحضارة الشعب العراقي”.