السيسي يفتتح مسجد الحسين وسط إشادة بسرعة الترميم واتهامات بتخريب أثر معماري
بقلم: يورونيوز
أثناء صلاة ظهر الجمعة في الجامع الأزهر في القاهرة، مصر، 28 ديسمبر / كانون الأول 2012
–
حقوق النشر
Khalil Hamra/AP
افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء، مسجد الحسين التاريخي بعد أعمال الترميم الشاملة للمسجد التي استمرت ما يقرب من شهر، بقلب العاصمة القاهرة. وشملت أعمال التجديد، التي كلفت حوالي 150 مليون جنيه، ترميم المقصورة الجديدة لضريح الإمام الحسين وتجديد الساحة الخارجية.
وشارك الرئيس السيسي في الافتتاح السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه الأمراء من أشقائه وأنجاله، منهم الأمير جوهر عز الدين، والأمير جعفر الصادق سيف الدين، ومحمد حسن ممثل السلطان بمصر.
وقال المتحدث الرسمي للرئاسة، السفير بسام راضي، إن تطوير مسجد الحسين يأتي في إطار توجيهات السيسي بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، بما في ذلك أضرحة السيدة نفيسة والسيدة زينب، وذلك بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية.
إشادة بسرعة الترميم
أعرب عدد من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر عن إعجابهم بتفاصيل وجمال المسجد، بعد الانتهاء من عملية ترميميه من خلال مشاركة صوره من الداخل والخارج.
وقد شكر مفضل سيف الدين في كلمة جهود السيسي ودوره في تطوير المساجد، مضيفا قوله: “في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان الكريم أشكر مصر رئيسا وحكومة وشعبا لدورها في تجديد هذا الضريح وهو ضريح الإمام سيدنا الحسين”.
بينما أعرب الرئيس المصري عن تقديره لسلطان طائفة البهرة، لجهوده في تطوير أضرحة آل البيت بمصر، فضلا عن مساهمته في صندوق تحيا مصر الذي أنشأه السيسي بنحو عشرة ملايين جنيه مصري.
وشملت الجولة التفقدية للمسجد ومقتنياته التعرف على جزء من قميص النبي محمد المصنوع من الكتان، والعصا التي دخل بها إلى مكة، والمكحلة الخاصة به، فضلا عن فانوس زجاجي بداخله خصلات من شعر النبي.
كما شملت المقتنيات السيف الذي أهداه سعد بن عبادة للرسول وكان يتكئ عليه عند الصعود للمنبر، ومصحف كتبه علي بن أبي طالب بالخط الكوفي على جلد الغزال، ويزن ما يزيد على أربع كيلوغرامات.
اتهامات بتخريب أثر معماري
لاقت عملية تجديد مسجد الحسين بالقاهرة انتقادات عديدة، بسبب عدم مطابقتها لقواعد ترميم المباني الأثرية والنسيج العمراني للمدينة التاريخية، معتبرين أنها تخريب وتشويه لأثر معماري مهم.
ومن بين الملاحظات التي ركز عليها مهتمون بالتراث ومتخصصون في الهندسة المعمارية، هي تمرير مسارات التكييف على الواجهة ومن خلال القبة الأثرية للمسجد مع إغلاق بعض الفتحات.
ونشرت صفحة نقابة المهندسين المصرية صورة لعملية التجديد، معلقة عليها أن نقيب المهندسين طارق النبراوي أكد أنه سيجري تشكيل لجنة من الشعبة المعمارية تضم نخبة من الخبراء في عدد من التخصصات الهندسية، وذلك بعدما أبدى الرأي العام الهندسي بعض الملاحظات بخصوص أعمال الترميم الجارية في المسجد.
وكتب سعيد حسنين، مهندس استشاري في مجال التخطيط والعمارة، أن ما يجري هو “تشويه مبرر في سياق التطوير”.
طائفة البهرة في مصر
وقد أثار ظهور السلطان مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة في الهند، بجوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العديد من التساؤلات، بشأن هذا الشخص وطائفته وحضورها في مصر، وعلاقتها القوية بالنظام المصري منذ سبعينيات القرن الماضي.
ويعتبر مفضل سيف الدين سلطان البهرة الحالي، والابن الثاني لسلطان البهرة الراحل الدكتور محمد برهان الدين. ولد في مدينة سورات الهندية في 20 أغسطس/آب 1946، وينتمي إلى أسرة توارثت زعامة الطائفة منذ مدة طويلة.
وتعني كلمة “البهرة” التجارة أو التاجر باللغة الغوجارتية الهندية، وترمز لواحدة من أشهر الطوائف الإسلامية المنتمية للشيعة الإسماعيلية التي انتصرت لإمامة أحمد المستعلي الفاطمي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي عام 1094. وجدير بالذكر أن أتباع المذهب الإسماعيلي شكلوا الدولة الفاطمية في مصر.
وقد حكم أنصار المستعلي مصر إلى أن دخلها صلاح الدين الأيوبي، وأنهى حقبة الدولة الفاطمية في البلاد. وبعد ذلك، سافروا في أنحاء العالم وأسسوا قوة اقتصادية مترامية الأطراف وثروة فاحشة من خلال تجارة الرخام والمواد الغذائية والورق. وبدأت رحلتهم في اليمن قبل أن يستقروا في الأخير في الهند التي أصبحت مركز طائفة البهرة الرئيسي.
تحتل القاهرة مكانة مهمة لدى الطائفة نظرا لارتباطها التاريخي بحكم الدولة الفاطمية في مصر، ووجود مراقد الأئمة والمساجد التي شهدت مولد مذهبهم. وفي عام 1938، زار السلطان طاهر سيف الدين مصر حيث بدأت هجرة عناصر الطائفة باتجاه الدول العربية.
وتنتمي طائفة البهرة إلى فرقة الشيعة الإسماعيلية، إلا أنهم يختلفون عن الإثناعشرية في إيران والشام والعراق، كما أنهم يرفضون التدخل في الصراع الإيراني ـ السني.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد أتباع الطائفة يصل إلى حوالي مليونين، منتشرين في باكستان واليمن والكويت والإمارات وكينيا وتنزانيا، ومنطقة نجران في السعودية.