تيما الشوملي: «مدرسة الروابي للبنات» تجاوز مشكلة الدراما الأردنية
وصفت مخرجة مسلسل “مدرسة الروابي للبنات”، المنتجة والمخرجة والممثلة الأردنية تيما الشوملي، صناعة الدراما في بلدها بأنها ماتزال صناعة صغيرة، رغم وجودها منذ زمن قديم، معتبرة أن مسلسل “مدرسة الروابي للبنات” استطاع تجاوز أهم المشاكل التي كانت تقف عائقاً أمام تسويق الدراما الأردنية وهي “اللهجة”.
وبينت الشوملي، خلال لقاء جمعها بجمهورها وحشد من أهل الصحافة والإعلام والمهتمين، خلال فعاليات مؤتمر “نساء على خطوط المواجهة”، الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمان، أن العديد من المحطات الفضائية كانت ترفض أعمالاً صورت باللهجة الأردنية، على اعتبار أنها لهجة غير متعارف عليها كثيراً في الدول العربية، لكن المسلسل الذي تمسك بهذه اللهجة استطاع كسر هذا الحاجز، بوجود قصة محكمة تلامس مشاعر الناس، وأثبت بعد انتشاره عربياً وعالمياً خطأ وجهة النظر التي ادعت أن اللهجة الأردنية “لهجة ثقيلة”، مؤكدةً أن القصة والمشاعر هي العنصر الأهم لنجاح أي عمل درامي.
وبينت الشوملي أنها ليست من اللواتي يفضلن الحديث كثيراً عبر وسائل الإعلام، وتسعى دائماً لأن تتحدث أعمالها عنها، معبرةً عن فخرها وفرحها الكبيرين بتقديم عمل أردني “صنع في الأردن”، واستطاع الوصول للعالمية، كما أشادت بالدعم الذي تلقته أولاً من جمهور بلدها الأردن، وثانياً الجمهور العربي والعالمي، الذين أشادوا بـ”مدرسة الروابي”، ورغم تعرضه لانتقادات وهجمات كثيرة، فإنها تعتبر هذا الأمر طبيعياً وصحياً، ولا يزعجها لأن المواضيع التي تطرحها تفتح أبواباً واسعة للنقاش والحوار والاختلاف في وجهات النظر، وأن العمل الذي لا يشير لقضايا معينة ويسبب حواراً حولها لا فائدة منه، وأنها تعتبر نفسها لم تصل لشيء، ولم تقدم أي إضافة في حال عدم وجود ردود فعل متباينة ونقاش واسع حول المواضيع التي سلط الضوء عليها في المسلسل.
وتؤكد تيما أن قصة المسلسل خيالية، لكنها تحكي واقعاً معيشاً في معظم دول العالم، وأن المجتمعات لم تعد ترغب في مشاهدة القصص الواقعية أو الحقيقية المجردة، خاصة أن جلهم يريدون الهروب من واقعهم، لكنهم يفضلون عيش قصص خيالية تثير فيهم مشاعر متباينة، وتشير بطرق معينة للواقع، فيبدأون بالتواصل مع هذه الشخصيات، ويشعرون بها، وأن الفن الحقيقي، هو الذي يُسقط في قصصه الخيالية إضاءات على الواقع.
وأصرت الشوملي، في حديثها ضرورة، على أن يطرح الفن الكثير من المواضيع التي تؤرق الناس، وباتت واقعاً يعيشونه، مثل: قضايا التحرش، والعنف ضد المرأة والجرائم بذريعة الشرف، لأنها موجودة في الواقع، ولا يمكن إنكارها أو تجاهلها.
البدايات و”نتفليكس”
استذكرت الفنانة الأردنية المتعددة المواهب بداياتها، التي كانت عبر “يوتيوب”، والكم الهائل من الهجوم والانتقاد والرفض، التي كانت تتعرض لها مع تلقيها عدداً كبيراً من التعليقات السلبية والمحبطة، حتى إنها كانت تجد صعوبة كبيرة في قراءة هذه التعليقات، عدا رفض الأقارب عملها، معتبرةً أن استمراريتها وتقدمها مثّلا تحدياً خاصاً لها، وهما من التحديات التي تتعرض لها المرأة في معظم أقطار الوطن العربي.
وتكمل إن نفس الأشخاص الذين انهالوا عليها نقداً ورفضاً لما تقدمه، باتوا أكبر المشجعين لها عندما اقتنعوا بأهمية ما تقدمه.
إقرأ أيضاً: ماغي بوغصن تكشف عن دعائها في «ليلة القدر» الذي غير حياتها
من جانب آخر، أشادت الشوملي بمنصة نتفليكس، وغيرها من المنصات التي حررت المنتجين وصناع الدراما والسينما من ضوابط كثيرة كانت تقف عائقاً أمام إبداعهم، مثل: إلزامهم بعدد حلقات معين، وطول الحلقة، إضافة لمنح “نتفليكس” الفرصة للعديد من صناع السينما والدراما الجدد لإبراز مواهبهم وإبداعاتهم واكتشاف مواهب جديدة أثبتت نفسها بكل كفاءة، ما جعل هذه الأعمال تصل للعربية والعالمية بكل سهولة، كون المنصة تركز دائماً على المحتوى وهو الأهم.
يذكر أن “نتفليكس” أعلنت، مؤخراً، عن إنتاج جزء ثانٍ من مسلسل “مدرسة الروابي للبنات”، دون أن تذكر أي تفاصيل عن موعد عرضه، أو الأبطال الذين سيظهرون به، وإن كان مكملاً للجزء الأول، أو يبدأ بقصة جديدة.